استنفر أمس رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اتصالاته باتجاه حلفائه الأساسيين في قوى 14 آذار لتذليل آخر الإشكالات التي تعترض ولادة الحكومة العتيدة، بعد ان يكون رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون قد أودعه لائحة بأسماء ممثلي «التيار الوطني الحر»، باعتبار ان حليفيه زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وحزب الطاشناق سبقاه الى تسمية مرشحيهما يوسف سعادة والنائب السابق ابراهام داديان، فيما أنجز كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله لائحتيهما وهما ينتظران إشارة من الحريري لتسليمهما إليه. ومع أن البعض في الوسط السياسي فوجئ في الساعات الأخيرة بمطالبة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل باستبدال تمثيل الحزب بوزارة التربية بدلاً من العمل بذريعة انها «ساقطة سياسياً وجغرافياً» لوجود مبناها في الضاحية الجنوبية من بيروت، واقتراح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بأن تكون العدل من نصيب حزبه بعد ان كان وافق مبدئياً على إسنادها للنائب بطرس حرب، فإن المصادر المقربة من الحريري لا تبدي انزعاجاً وتعتبر ان الفرصة متاحة أمامه للتغلب على عقبات اللحظات الأخيرة، انطلاقاً من تقديره بأن حليفيه الجميل وجعجع يقفان الى جانبه في تسهيل مهمته في تأليف الحكومة بعد تأخير اقترب من أربعة اشهر ونصف على تكليفه. وفي هذا السياق، قالت مصادر في الأكثرية ل «الحياة» أن الحريري تفرغ في اليومين الأخيرين للتشاور مع حليفيه الجميل وجعجع لأنه لم يكن في مقدوره الدخول معهما في مفاوضات قبل ان يتوصل الى تفاهم مع عون في شأن توزيع الحقائب المخصصة ل «التيار الوطني»، علماً ان تفاهمه قائم مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ولا مجال للعودة عنه وهو كان التقاه مساء امس إضافة الى الجميل ورئيس الحكومة السابق النائب نجيب ميقاتي. ولفتت المصادر الى ان الحريري لا يتحمل هو شخصياً ولا حلفاؤه التأخر المترتب على حسم مواقفهم من توزيع الحقائب باعتبار ان مصدر التأخير كان عون المدعوم من «حزب الله» و «أمل» التي اضطرت الى مراعاة حليف حليفها. وأكدت ان لا مشكلة امام الحريري في ان ينصرف الى تمضية يومين مع حليفيه الجميل وجعجع بعد ان انتظر طويلاً ليقول عون نعم للعرض الوزاري. ولاحظت هذه المصادر انه قبل ان يسأل الحريري الذي تواصل أمس مع جعجع عن مصير مشاوراته التي ما زالت في بداية الطريق مع «الكتائب» و «القوات»، لا بد من السؤال ايضاً عن تريث عون في طلب مهلة تنتهي اليوم لتقديم لائحة بأسماء وزراء «التيار الوطني» إلا إذا ارتأى تمديدها لساعات ريثما يكون انتهى من عملية الجوجلة التي بدأها منذ الجمعة الماضي وأمامه أكثر من مرشح للحقيبة الواحدة. إلا ان هذه المصادر اعترفت بأن الرغبة التي أبداها الجميل وجعجع في تحسين شروط تمثيلهما في الحكومة تبقى مشروعة في مقابل الحصة الوزارية الوازنة التي حصل عليها عون لكنهما في نهاية المطاف لن يصطدما مع الرئيس المكلف وسيتوصلا بين ساعة وأخرى الى تفاهم من شأنه ان يسرع في تأليف الحكومة. وفي انتظار ان يتسلم الحريري بين ساعة وأخرى من عون لائحة بأسماء مرشحي التيار الوطني، أكد أمس الرئيس ميشال سليمان خلال تفقده شعبة كلية العلوم في عمشيت (قضاء جبيل) ان الحكومة ستولد خلال أيام قليلة وقريباً جداً جداً مشدداً في هذا السياق على ان طاولة الحوار الوطني ستعقد في قصر بعبدا بعد تشكيل الحكومة. وأكد ان موضوع اللامركزية الإدارية سيكون من أول المشاريع التي ستُطرح بعد تأليف الحكومة. وقال على رغم عدم وجود حكومة، إلا أن البلد «ماشي بألف خير» حتى في ظل وجود أزمة سياسية وهذا الأمر موجود في كل دول العالم ونستطيع ان نعالجه بالطرق الديموقراطية. وبالنسبة الى آخر الترشيحات في بورصة المرشحين لدخول الحكومة الجديدة، تبلغ أمس الحريري في اتصال تلقاه من أمين عام حزب «الطاشناق» هوفنيك ميختاريان بأن الحزب سمى النائب السابق داديان لتولي وزارة الصناعة.