واصلت القوات النظامية السورية أمس «حملة القصف العشوائي» على قرى الغوطة الشرقيةلدمشق ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين، في وقت اعترف النظام لأول مرة بمشاركة إيران و «حزب الله» في المعارك في جنوب غربي العاصمة بين دمشق والأردن. وأفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس أنها «وثقت قيام القوات الحكومية بين 5 و9 الشهر الجاري بحملة قصف عشوائي على مختلف مناطق الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 178 شخصاً بينهم 143 مدنياً بينهم 29 طفلاً». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «استشهد 5 مقاتلين من الكتائب الإسلامية إثر كمين نصبته لهم قوات النظام قرب منطقة ميدعا في الغوطة الشرقية، في حين سقط عدد من الجرحى، ومعلومات عن استشهاد رجل جراء سقوط قذائف على مناطق في مخيم الوافدين المحاذي لمدينة دوما بالغوطة الشرقية»، مضيفاً: «ارتفع إلى 37، بينهم 6 أطفال و5 مواطنات من ضمنهم سيدة و4 من أطفالها و6 مقاتلين، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطيران الحربي وقصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية». وبث نشطاء معارضون فيديوهات أظهرت جرحى وقتلى مدنيين في وسط دوما، لافتين إلى نقص في المساعدات الطبية. وشكل بعضهم حملة على موقع «فايسبوك» باسم «دوما تباد». في غضون ذلك، قال «المرصد» بأن «حزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام سيطروا على بلدة دير ماكر بريف دمشق الغربي، عقب اشتباكات مع فصائل إسلامية ومقاتلة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة (أمس) في تلول فاطمة عند أطراف ريف دمشق الغربي بين حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين وقوات النظام من جهة، وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، وأنباء أولية عن أسرى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، لافتاً إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في الجهة الشمالية لمدينة داريا غرب دمشق وتدمير الكتائب الإسلامية آلية لقوات النظام، في محيط بلدة حمريت بريف دمشق الغربي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». وكان التلفزيون الحكومي نقل عن قائد ميداني قوله إن «العملية العسكرية التي بدا فيها الجيش السوري مستمرة بقيادة الأسد وبالتعاون مع محور المقاومة كحزب الله وإيران». وأوضح مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أن «هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة وكسر الشريط الذي يحاولون إقامته». وأضاف أن «أي منطقة يتم استعادتها من العصابات تضيف بعداً آمنا للمناطق المتواجدة فيها». وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها النظام عن خوض قواته معارك إلى جانب عناصر من «حزب الله» وقوات أخرى إيرانية. وكانت القوات السورية مدعومة خصوصاً بعناصر من «حزب الله» أحكمت أمس الثلثاء سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمال الغربي». وقالت «شبكة سمارت» المعارضة، إن «خمسة وثلاثين عنصراً لقوات النظام قتلوا وجرح مئة آخرون خلال اشتباكات مع الجيش الحر في محيط بلدة دير العدس بدرعا». وجاءت السيطرة على البلدة في إطار هجوم بدأه الأحد الجيش النظامي والميليشيا الموالية ل «إبعاد خطر المسلحين عن دمشق بعد أن سيطروا على عدة مناطق تخولهم أن يكونوا قريبين» منها، وفقاً للمصدر الميداني. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «المنطقة الممتدة بين أرياف دمشقوالقنيطرة ودرعا تشهد حالياً عملية واسعة تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «تتقدم قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الحليفة لها وعلى رأسها حزب الله في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق إثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة بها». وأضاف أن السيطرة على دير العدس والتلال المحيطة بها «فتحت الطريق أمام القوات النظامية لتتقدم باتجاه عمق هذه المنطقة». وأفاد «المرصد» بأن «حزب الله هو الذي يقود الهجوم في «الجبهة الجنوبية»، مشيراً إلى «مقتل 20 مسلحاً يوم أمس في كمين نفذه حزب الله قرب دير العدس وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها. وقال رامي عبدالرحمن «إنها معركة حزب الله». وبثت قناة «المنار» التابعة ل «حزب الله» أمس صوراً مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. كما أظهرت الصور ذخائر قال المراسل إنه تم الاستيلاء عليها بعد دخول البلدة. وقالت القناة إن الهجوم يمثل «عملية استباقية هي الأكبر في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشقالجنوبي منذ دخول المسلحين إليها». وفي 18 كانون الثاني (يناير) قتل ستة عناصر من «حزب الله» ومسؤول عسكري إيراني في غارة إسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة في الجولان. وذكر «حزب الله» حينها أن عناصره الذين قتلوا مع الجنرال الإيراني كانوا في مهمة «تفقد ميداني». لكنّ مصدراً أمنياً إسرائيلياً أعلن أن هؤلاء كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. قتلى في درعا وفي دمشق، دارت «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في شارع نسرين في حي التضامن قرب مخيم اليرموك جنوب العاصمة»، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» وإلى «مقتل رجل مسن من مخيم اليرموك إثر إصابته برصاص قناص قرب ساحة الريجة في مخيم اليرموك». بين دمشق والأردن، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة بين حزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من طرف وفصائل إسلامية ومقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط بلدة كفرشمس، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية»، لافتاً إلى أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة الغارية الغربية، في حين ارتفع إلى 18 عدد الشهداء الذين قضوا في محافظة درعا بينهم 14 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، استشهد 8 منهم في مكمن نصبته لهم قوات النظام قرب بلدة محجة، فيما استشهد الستة الآخرون خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف درعا»، إضافة إلى «مواطنة استشهدت جراء إصابتها برصاص قناص في مدينة درعا، ورجل استشهد جراء قصف لقوات النظام على مناطق في بلدة داعل، وآخر استشهد جراء قصف لقوات النظام على مناطق في بلدة عقربا، ورجل من مدينة بصرى الشام استشهد تحت التعذيب في سجون قوات النظام». في وسط البلاد، قال «المرصد» إن «قوات النظام فتحت نيران قناصاتها على مناطق في حي الوعر في مدينة حمص بعد مقتل ثلاثة مدنيين بقصف الحي أول أمس، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في شمال مدينة الرستن». وأشار «المرصد» إلى أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي». شمالاً، دارت «اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة أخرى في حي جمعية الزهراء»، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «قصف لقوات النظام على مناطق تمركز مقاتلي الفصائل وإلى اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في حلب القديمة بمدينة حلب». وقصف الطيران المروحي ب «البراميل المتفجرة مناطق في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر».