حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً إضافياً في جنوب البلاد ضمن خطتهم للسيطرة على كامل محافظة القنيطرة بين دمشق والجولان المحتل والوصول إلى العاصمة من جهتها الغربية، في وقت صعدت القوات النظامية عملياتها في أطراف أخرى من دمشق واستعادت للمرة الثانية السيطرة على بلدة في الغوطة الشرقية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية فتحت أمس «نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة اليادودة في ريف درعا، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق في البلدة، في حين سمع دوي انفجار في الحي الغربي في مدينة بصرى الشام، أعقبته اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في المدينة». وقال نشطاء معارضون إن ثلاثين عنصراً نظامياً قتلوا في المواجهات أمس. من جهتها، أفادت شبكة «مراسل الجنوب» بأن مقاتلي «جبهة النصرة» تمكنوا أمس من السيطرة على تلة الجديرة وحاجزين على طريق الحارة - زمرين في ريف القنيطرة بين دمشق وهضبة الجولان المحتلة، ذلك بعد سيطرة فصائل معارضة على تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الذي يعتبر أعلى هضبة في جنوب البلاد. وأفاد «لمرصد» أنه «ارتفع إلى 6 عدد المقاتلين الذين استشهدوا ولقوا مصرعهم في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقتي زمرين وجدية في ريف درعا. كما سقط صاروخ يعتقد أنه أرض - أرض على منطقة في بلدة سملين، في حين استمرت الاشتباكات في محيط قرية جدية وكتيبة جدية، بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام من طرف آخر». من جهتها، أفادت شبكة «سمارت» بأن «سيطرة الجيش الحر على تل الحارة بريف درعا تعني السيطرة على القرى والبلدات التي يشرف عليها التل». وقال مدير مكتب «ألوية الفرقان» الإعلامي إن «سيطرة الجيش الحر على تل الحارة يعني منع وصول الدعم لقوات النظام في بلدة جبا بريف القنيطرة»، مضيفاً أن السيطرة على التل «تسهل عملية السيطرة على محافظة القنيطرة والشريط الحدودي مع هضبة الجولان للوصول إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق». وأشار إلى أن «الجيش الحر يحاول السيطرة على بلدة خان أرنبة ومدينة البعث وجبا، بهدف تحرير القنيطرة كأول محافظة سورية محررة في الكامل»، موضحاً أن «التل يصل بين القنيطرة ودرعا وريف دمشق، ما يُسهّل عملية تقدم الجيش الحر نحو مدينة دمشق». إلى ذلك، استعادت قوات النظام بلدة الدخانية بعد شهر من دخول مقاتلي المعارضة المسلحة إليها. وتقع الدخانية قرب مدينة جرمانا التي تشهد كثافة سكانية كبيرة ولجأ إليها الكثيرون من مناطق تشهد أعمال عنف في ريف العاصمة. وهي بمحاذاة الطريق المتحلق الجنوبي الذي يقود من دمشق إلى درعا، وعلى مسافة قصيرة من أحياء دمشق القديمة. وقال مصدر أمني سوري: «تمت صباح اليوم (أمس) استعادة بلدة الدخانية» الواقعة في الغوطة الشرقية، أحد معاقل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، المحاصر منذ أشهر طويلة من قوات النظام. وقال «المرصد السوري» إن «أربعة عسكريين بينهم ضابط قتلوا في انفجار عبوة ناسفة لدى دخولهم إلى الدخانية ليل» أول من أمس. وتدور معارك عنيفة منذ الثامن من أيلول (سبتمبر) الماضي في الدخانية التي تسلل مقاتلو المعارضة إليها من بلدة عين ترما المجاورة. وعادوا وانسحبوا ليلاً إلى عين ترما. وأضاف المصدر أن استعادة السيطرة على الدخانية «ستساهم بتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية (في إشارة إلى المعارضة) الموجودة في عين ترما وجوبر ودوما وحصرها ضمن نطاق ضيق لتسهيل عملية القضاء عليها». وتنفذ قوات النظام منذ أكثر من شهر عمليات عسكرية واسعة في جوبر وحملات قصف جوي وصاروخي مكثف على الغوطة. وأكد المصدر أن «العملية مستمرة في الغوطة الشرقية حتى تطهيرها في شكل كامل». وأشار «المرصد» إلى أن «قوات النظام قصفت بصاروخي أرض - أرض، أماكن في منطقة وادي عين ترما، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، على أطراف الدخانية من جهة وادي عين ترما» في الغوطة الشرقية. وكان أشار إلى استمرار «الاشتباكات على أطراف منطقة الدخانية من جهة وادي عين ترما». في حلب شمالاً، «تجددت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقة حندرات شمال حلب، وفي أطراف قرية سيفات الواقعة في شمال غربي سجن حلب المركزي»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات بين الكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر في محيط مسجد الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء غرب حلب. كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حيان في ريف حلب الشمالي. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في منطقة الهلك تحتاني بشرق مدينة حلب، ومعلومات أولية عن شهداء وجرحى». في شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في أطراف بلدة سراقب في ريف ادلب، في وقت قصفت قوات النظام أماكن في منطقة كنيسة بني عز بسهل الروج في ريف إدلب، بحسب «المرصد». وأضاف: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في بلدة كفرزيتا في ريف حماة وسط البلاد. كما قصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة اللطامنة». ووردت أنباء عن مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام جراء استهداف سيارة كانوا يستقلونها من قبل مقاتلين في الريف الشرقي في حماة.