بعد سنوات من الكتابة بلغة موليير في الصحف والمجلات العربية والفرنسية، وامتهان السخرية في انتقاد السياسة والسياسيين في لبنان من خلال مسرح «الشانسونيه» (les dix-heures)، قرر مدير عام تلفزيون لبنان السابق والمدير الحالي لقناة «السومرية» العراقية جان كلود بولس، أن يوثّق لعبق أيام الزمن الجميل وذكريات المراهقة والشباب والنضج، من خلال مقالاته وكتاباته الشعرية والمسرحية. جمع كل ما كتب منذ كان مراهقاً يلعب في منطقة عين المريسة حيث ترعرع في جوّها التعدّدي اللاطائفي والسياحي. فكانت «recueils» أو «مجموعات» أطلقها أمس في مؤتمر صحافي في بيروت، وهي تضمّ ثمانية كتب باللغة الفرنسية. يحتوي الكتاب الأول «مسرح الساعة العاشرة» الذي كتب مقدمته عبدالله نبوت، على ما كتبه للمسرح مثل أغاني جان جدعون، واسكتشات غاستون شيخاني، وأغاني جماعية لفرقة «les dix-heures». ويجمع في الكتاب الثاني الذي قدّم له الوزير ميشال إده، مقالات نقدية تتحلى بالسخرية السياسية والاجتماعية والنكات نُشرت في جريدة «كاكتوس» التي كانت تصدر في ملحق مع جريدة «لو سوار» الفرنسية. ويروي بولس في الكتاب الثالث الذي قدّم له رئيس مجلس إدارة جريدة «النهار» غسان تويني تعاونه مع الشهيد جبران تويني في الملحق الفرنسي لمجلة «النهار العربي والدولي» (وهو عنوان الكتاب) الذي كان يصدر عام 1989 وتوقّف عندما دمّرت بناية «النهار» في الأشرفية (شرق بيروت). وفي الكتاب الرابع الذي يأتي تحت عنوان «Mes magazines» وقدّمت له منى بشارة، مقالات تتمحور حول النقد التلفزيوني نشرها بولس في مجلة «ماغازين». «أين القافية» يمكن أن تكون ترجمة الكتاب الخامس «?A quoi ca rime» الذي كتب مقدمته الكسندر نجار ويعرض فيه بولس ما كتبه من شعر باللغة الفرنسية. ليس للسخرية السياسية وروح النكتة وحدهما مساحة في كتب بولس، فهو خصّص كتاباً بعنوان «رسوم وضحك، الى آخره» قدّم له الفنان ستافرو جبرا، يتطرّق الى رسومات الكاريكاتور التي رسمها بول ملحمه وجاد إبراهيم في مجلة «ألو ماغازين». ويخرج بولس عن الشعر والضحك ليقدّم للقارئ كتابه السابع «جديدة وقديمة» الذي قدّم له كميل منسى. ويضمّ قصصاً قصيرة بوليسية ودرامية بأساليب شتى، كتبها في الخمسينات ونُشرت في مجلات فرنسية. أما الكتاب الأخير، فهو «Un blagueur sachant bloguer» وهو نتيجة تواصل بولس الأخير مع الانترنت حيث استحدث له أولاده «بلوغ» إلكتروني يكتب فيه يومياته ومقالاته. وقدّم له أولاده الثلاثة الذين أدخلوه عالم الانترنت ودرّبوه على التواصل مع العالم عبر كبسة زر. وأوضح بولس ل «الحياة» بأن العمل على جمع قصاصات الورق القديمة، وأبيات الشعر المبعثرة، والمقالات غير الممكننة، كان مضنياً، «لكنني كنت مستمتعاً في الساعات المسائية التي قضيتها لإتمام هذه المجموعة، لأنني أريدها أن تبقى كذكرى لأولادي ولأحفادي وللأجيال الجديدة». وأشار الى أنه لكل كتاب من الكتب الثمانية خصوصيته وجوّه وأمكنته التي أثّرت فيه، معتبراً أن «مجموعات» تحمل في طياتها في شكل غير مباشر، تاريخ لبنان انطلاقاً من ذكريات تجربة شخصية.