اجتمع الدكتور هيل مع زميله القديم الدكتور كابوتو ضمن فريق للأبحاث الأثرية اكتشف جيشاً من العمالقة المصنوعين من الصلب تحت أنقاض حضارة «مايسين» المفقودة. وعندما يكتشف هيل أنه يمكن التحكم بهؤلاء العمالقة من بُعد وانهم يتمتعون بقوة هائلة في ميدان المعركة... يصاب بحال من الجنون ويطلق الأوامر لهم بقتل جميع العلماء الآخرين المشاركين في البعثة. ويتمكن كابوتو وحده من الهرب والعودة إلى اليابان، ويبدأ في بناء روبوت عملاق يطلق عليه «مازنغر زد» لاستخدامه في مواجهة جيش الدكتور هيل. ويصبح الحفيد كوجي، بتكليف من جده، قائداً للروبوت «مازنغر» لاستخدامه كسلاح سري لمواجهة الوحوش الآلية. هذه ببساطة الفكرة الرئيسة التي قامت عليها واحدة من أشهر حلقات الرسوم المتحركة اليابانية، والتي لاقت رواجاً كبيراً خلال فترة الثمانينات والتسعينات، ليس في الشرق الأوسط وحدها، بل في بلدان حول العالم. وتعتمد في هذه الحلقات على إسناد أدوار البطولة إلى روبوتات عملاقة تضطلع بمهمة إنقاذ العالم من الأشرار الآليين. الفنان الياباني جو ناغاي مبتكر شخصية «مازنغر» وصاحب الفضل في ظهور هذه الحلقات زار أخيراً مصر بدعوة من «المعهد العالي للسينما» و «المؤسسة اليابانية في القاهرة»، وشارك في حلقة نقاش في مركز الإبداع الفني حول فن الرسوم المتحركة. كما نظم ورشة عمل تفاعلية في معهد السينما، عرض خلالها أحدث حلقات المسلسل الكرتوني الشهير «مازنغر» تحدث خلالها عن كيفية ابتكار الشخصيات الكرتونية وتصميم المسلسلات. ويعد ناغاي أحد رواد فن «المانغا» الياباني، وهو فن المجلات والقصص المرسومة. ولد عام 1945 وبدأ مشواره الفني عام 1968 في مجلة «بوكورا» المتخصصة في فن «المانغا»، وسرعان ما أصبح من ألمع فناني «المانغا» اليابانية، وكان له أبلغ الأثر في الأجيال الجديدة من محترفي هذا النوع من الفن. نشر ناغاي أولى مغامرات «مازنغر» عام 1972 في المجلة الأسبوعية «شونن غامب» وهي عن روبوت عملاق يتحكم به إنسان من داخل جسم الروبوت ذاته، وهي الفكرة التي تكررت لاحقاً في كثير من أعمال الرسوم المتحركة حول العالم، وتعد أحد أهم العلامات المميزة لفن الرسوم المتحركة اليابانية. وابتكر جو ناغاي الكثير من الأعمال الأخرى، لعل أشهرها شخصية «غرندايزر» التي فاقت «مازنغر» في شهرتها، وتدور حلقات «غرندايزر» حول مواجهة لا تهدأ بين جيوش آلية من الفضاء بواسطة «غرندايزر»، وهو الروبوت الذي اخترعه أفضل علماء كوكب «فليد». وتعد أعمال ناغاي التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات رسوم متحركة من أوائل برامج التليفزيون الياباني التي عرضت في بلدان أخرى كثيرة حيث أصبحت حلقات «مازنغر» و «غرندايزر» ذات شعبية عريضة في معظم الدول الآسيوية وكثير من البلدان الأوروبية وأميركا الجنوبية وشمال أفريقيا. وعن أبرز السمات المشتركة في هذه الرسومات، يقول ناغاي: «من أكثر العناصر وضوحاً في غالبية أعمالي ما يسمى «روبوتات ميكا»، وهي مركبات سيارة يسيطر عليها طيار وهي غالباًَ ما تظهر اليوم في أفلام الرسوم المتحركة وقصص الخيال العلمي. كما قدمت هذه السلاسل الحضارات المنسية وجنون العلماء المتعطشين للسلطة والأتباع غير الأكفاء، والشخصيات المساعدة المحبوبة، وكذلك الأشخاص الذين يرتدون ثياباً غريبة، والأشرار الغريبي الأطوار أو المشوهين خلقياً، وثمة خاصية أخرى في استخدام الأسلحة من حزم الطاقة التي تطلقها العين والأشعة الصاهرة، والعواصف القوية. وغالبية هذه العناصر البسيطة قلدت لاحقاً على نطاق واسع في كثير من الأعمال الأخرى التي تصوّر المركبات الطائرة». ويرى ناغاي ان السمة الأبرز التي قدمها في أعماله «هي تلك العلاقة بين الإنسان والآلة، والتي تنطلق من فرضية أن الآلات والبشر يمكن أن يعملوا ويتفاعلوا كفريق واحد.