حملت «بيعة النساء» للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الأحد الماضي، خطوة إيجابية، لما ظنته النساء رسالة إليهن بأن «العهد الجديد سيكون لهن فيه حضوراً وبروزاً لا يقل عن سابقه». وفي حين حملت السيدات من أصل ل30 عضواً في مجلس الشورى بيعتهن للملك الجديد على «السمع والطاعة»، مع أشقائهن الأعضاء، مثلما تقتضي تعاليم الشريعة الإسلامية، وجدن الخطوة «رسالة مهمة توضح توجه صانع القرار منذ البداية، وهو مواصلة كل مساعي التطوير والتنمية المستدامة والبناء على كل المنجزات السابقة، ولا تراجع عن أي تقدم إيجابي». مثلما تقول عضو الشورى ثريا العريض. وروت أنها أثناء حضورهن البيعة، وجدن صدى إيجابياً، خصوصاً من الأوساط الاجتماعية، والإعلام الأجنبي الذين تلقت اتصالات منه، يتساءل مندهشاً من استقبالهن نساءً بين أوساط ضيوف ووفود من العالم أجمع. ولذلك صارحت العريض زملاءها في الشورى، مثلما تروي ل«الحياة»، في جلسة الشورى بالأمس، قائلة: «حضورنا كان منجزاً إعلامياً مهماً على المستوى العالمي، إذ إن أعين العالم وصحفه ووسائل إعلامه مركزة على الرياض وما يحدث في أعلى مستويات صنع القرار فيها. وهذا الزخم من المعزين من قادة العالم والوفود المصاحبة دليل على ذلك من اليابان وكوريا والصين إلى أوروبا وأفريقيا والأميركيتين. لحظتها كانت كل أعين العالم ترى مباشرة الملك الصالح يتلقى العزاء والمبايعة من كل فرد من أعضاء المجلس وكل نشرات الأخبار اللاحقة تؤكد اتجاه مسيرة التداعم والتفعيل مرات ومرات». واعتبرت البيعة التي قدمتها هي وزميلاتها في المجلس، وإن جاءت في سياق بيعة شاملة لأعضاء «الشورى» الرجال منهم والنساء، إلا أن الأخيرات بحكم موقف المملكة المحافظ، كان «حضورهن للمرة الأولى بصورة رسمية في محفل عام على هذا المستوى من الأهمية المحلية والعالمية، رسالة إيجابية فائقة الأهمية». وأضافت بلسان الفرح «كانت تجربة فريدة تحدث للمرة الأولى في الوطن. أن تشارك المرأة رسمياً في حدث رسمي في الديوان الملكي بقصر اليمامة. لا أعرف التفاصيل.. ولكني سعيدة بالخطوة. وشخصياً بصفتي عضواً في مجلس الشورى أجدها فرصة لأشكر كل من جعل ذلك يحدث، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي نصافحه للمرة الثانية بعد أن شرفنا في المرة الأولى قبل أسبوعين أو ثلاثة، وهو بعد ولي العهد، ليلقي في مجلس الشورى كلمة الملك السنوية نيابة عنه لظروفه الصحية». وإذا كانت العريض وهي عضو الشورى صارحت زملاءها أمس في الشورى بما خصت به «الحياة»، فإن الناشطة الحقوقية سهيلة حماد، قالت إنها ناشدت خادم الحرمين منذ اللحظة الأولى لاعتلائه العرش، عبر حسابها في «تويتر» أن يخصص مثلما فعل للنساء وقتاً يبايعنه فيه، أسوة بسيد البشرية الذي كان تلقى بيعة النساء، مرات عدة. وأوضحت أن البيعة مثلما أنها «حق من حقوق الرجال السياسية، هي كذلك بالنسبة للنساء، وهذه خطوة إيجابية سيخطها التاريخ في سجل الملك سلمان الذي أتم بها خطوات أخيه الراحل في تمكين المرأة من حقوقها السياسية، وهي كذلك إحياء لسنة نبوية نصت عليها السنة والقرآن». وكانت الفقيهة السعودية فاطمة صالح الجارد، التي فازت قبل سنين بجائزة الأمير نايف للسنة النبوية، أجرت دراسة فقهية حول «بيعة النساء»، عالجت فيها خصائص ونقاط الاتفاق والاختلاف بين بيعة الرجال والنساء. وانتهت إلى القول إن «بيعة النساء مشروعة لكنها ليست واجبة. وتختلف عن بيعة الرجل في أنها لا تكون مبايعة تستحق النساء من خلالها حق التولية، إذ التولية من حقوق الرجال وواجباتهم فقد كانت بيعة النساء على إقامة الدين وأحكامه وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في آية الممتحنة السابقة وفي بعض الأحاديث التي بيناها قال المهدي: «أجمع المسلمون على أنه ليس للإمام أن يشترط عليهن هذا والأمر بذلك ندب لا إلزام» نقل ذلك القرطبي - رحمه الله تعالى. قال الإمام ابن حبان: ذكر ما يستحب للإمام أخذ البيعة من نساء رعيته على نفسه إذا أحب ذلك ثم ذكر حديث أميمة بنت رقيقة السابق، فقوله تعالى:- {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} أي: إذا جئن للبيعة فبايعهن، فقوله إذا تفيد التراخي لا تفيد الوجوب لاكتفاء النساء في عهد الخلفاء الراشدين ببيعة الرجال».