تبدأ بعد ساعات مراسم البيعة، حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -يحفظه الله- لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولياً لولي العهد، وذلك خلال البيعة لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده -يحفظهما الله- بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة عشاء اليوم. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الذي توفي فجر اليوم الجمعة، قد أسس هيئة البيعة بهدف ضمان انتقال سلس للحكم، حيث نص أمر تأسيس هيئة البيعة بأنها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافه إلى اثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد، وتقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكاً على البلاد. وحسب ما نص عليه نظام الهيئة يقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسباً لولاية العهد على أن يعرض بعد ذلك اختيار الملك على الهيئة لترشح واحداً منهم، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسباً لولاية العهد، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح الهيئة، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته والآخر يختاره الملك، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات ولياً للعهد. وحدد نظام الهيئة بأن يتم اختيار ولي العهد في مدة لا تزيد على ثلاثين يوماً من تاريخ مبايعة الملك.
الالتزام والطاعة: وبدوره أكد عضو الجمعية العلمية السعودية للعقيدة إمام وخطيب جامع سهل بن سعد بالرياض الشيخ الدكتور إبراهيم محمد الزبيدي أن البيعة لا تكون إلا لولي أمر المسلمين. يبايعه أهل الحل والعقد، وهم العلماء والفضلاء ووجوه الناس، فإذا بايعوه ثبتت ولايته، ولا يجب على عامة الناس أن يبايعوه بأنفسهم، وإنما الواجب عليهم أن يلتزموا طاعته في غير معصية الله تعالى.
وبين "الزبيدي" قائلاً: أما بقية الشعب فلا يشترط حضورهم، وإنما يكفي الطاعة في غير معصية الله وإن حصلت المبايعة بإرسال برقيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، فلا بأس.
وأضاف الزبيدي مبيناً قول النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم أَمَّا الْبَيْعَة: فَقَدْ اِتَّفَقَ الْعلَمَاء عَلَى أَنَّه لا يشْتَرَط لِصِحَّتِهَا مبَايَعَة كلّ النَّاس، وَلا كلّ أَهْل الْحَلّ وَالْعِقْد، وَإِنَّمَا يشْتَرَط مبَايَعَة مَنْ تَيَسَّرَ إِجْمَاعهمْ مِنْ الْعلَمَاء وَالرّؤَسَاء وَوجوه النَّاس.. وَلا يَجِب عَلَى كلّ وَاحِد أَنْ يَأْتِيَ إِلَى الأَمَام فَيَضَع يَده فِي يَده وَيبَايِعه، وَإِنَّمَا يَلْزَمه الانْقِيَاد لَه، وَأَلا يظْهِر خِلافاً، وَلا يَشقّ الْعَصَا.
وما ورد من الأحاديث في السنة فيه ذكر البيعة فالمراد بيعة الإمام، كقوله صلى الله عليه وسلم: " ومن مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية" رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" رواه مسلم.
وقال الدكتور الشيخ نهار العتيبي: في مبايعة ولي الأمر لمن تيسر من أهل الحل والعقد وأصحاب الشأن كافية وليس بالضرورة حضور كل الناس لمبايعة ولي أمر المسلمين بالاخذ بيده.
وأضاف: "قد نقل اتفاق أهل العلم على عدم لزوم حضور جميع الناس كثير من أهل العلم منهم الإمام مسلم والشوكاني وغيرهم قال العلامة النووي - رحمه الله - في شرح صحيح مسلم:أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس، وقال الشوكاني رحمه الله: واشتراط البيعة بالنفس للطاعة للحاكم مردود ان بإجماع علماء المسلمقد أغنى الله عن هذا النهوض وتجشم السفر وقطع المفاوز ببيعة من بايع الإمام من أهل الحل والعقد، فإنها قد ثبتت إمامته بذلك، ووجبت على المسلمين طاعته، وليس من شرط ثبوت الإمامة أن يبايعه كل من يصلح للمبايعة، ولا من شرط الطاعة على الرجل أن يكون من جملة المبايعين، فإن هذا الإشتراط في الأمرين مردود بإجماع المسلمين أولهم وآخرهم سابقهم ولا حقهم.
ولذلك فإذا عين الحاكم من ينوب عنه لقبول المبايعة كأمراء المناطق والمحافظين فإن مبايعة الناس لهم كنواب عن ولي الأمر مبايعة صحيحة لمن تيسر له ذلك ومن لم يستطع فتكفيه النية بان ينوي مبايعة ولي الأمر لان النبي صلى الله عليه وسلم تهى عن أن يبيت الرجل وليس في عنقه بيعة وقال: من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية. رواه مسلم في صحيحه.
وأوضح: مما لا شك فيه أن وسائل التقنية الحديثة تؤدي الغرض فمن كان لا يستطيع الحضور وبايع ولي الأمر من خلال وسيلة من وسائل الاتصال كالهاتف أو البرقية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي كفيس بوك أو تويتر، فإنه لا بأس بذلك.