تونس - رويترز، أ ف ب - أكدت السلطات التونسية أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت أمس شهدت إقبالاً كبيراً على التصويت قاربت نسبته 85 في المئة قبل ساعتين من إغلاق مكاتب الاقتراع فيما بدا مؤكداً فوز الرئيس زين العابدين بن علي وحزبه، في ظل انتقاد حقوقي دولي ل «تكميم أفواه مرشحي المعارضة».ويُنتظر أن يعلن اليوم فوز بن علي (73 عاماً) الذي يحكم البلاد منذ 22 عاماً، بولاية خامسة من خمس سنوات، في مواجهة ثلاثة مرشحين من أحزاب معارضة صغيرة قالوا إنهم خاضوا الانتخابات «بلا أوهام» في الفوز، كما يُتوقع أن يفوز حزب «التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم بنحو 75 في المئة من 214 مقعداً في البرلمان جرت عليها الانتخابات أمس، على أن تتقاسم المعارضة مع مرشحين مستقلين المقاعد المتبقية. وأدلى بن علي بصوته في ضاحية قرطاج شمال العاصمة، في حين صوّت منافسوه محمد بوشيحة في حي باب الخضراء، وأحمد إبراهيم في حي المنزه، وأحمد الأينوبلي في جندوبة في الشمال الغربي التونسي. وقال إبراهيم: «أرجو أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة رغم ما شاب الحملة الانتخابية من شوائب... وأن تكون أقرب ما يكون إلى الواقع ومحطة نحو تحول ديموقراطي». وأضاف: «أبرزت صوتاً ورأياً مغايرين ومعارضين لتوجه السلطة، وهذا يكفي». وأكد رئيس المرصد الوطني للانتخابات عبدالوهاب الباهي أن «الجو طبيعي والمشهد العام عادي جداً»، فيما شكا بعض المعارضين والمستقلين من «تضييقات» عرقلت حملتهم الانتخابية، كما انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية «تكميم السلطات أفواه مرشحي المعارضة والصحافيين والمعارضين». غير أن بن علي اعتبر هذه الاتهامات «جزء من حملة أكاذيب» تشنها المعارضة. وقال في كلمة تلفزيونية مساء أول من أمس: «لن نسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب وسنتخذ كل الإجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك إذا ثبت وقوعه»، لكن «القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية من دون إثبات وبراهين».