تباينت آراء وسطاء الاوراق المالية، في بورصة نيويورك، في شأن مستقبل سوق الاسهم واسعارها في الشهور المقبلة، لكنهم اتفقوا على ان التعامل باسهم الشركات المدرجة اصبح «اكثر مسؤولية» و»اقل تذبذباً»، وعلى ان المتعاملين اصبحوا «اكثر حذراً» في الاستثمار و»اقل مغامرة» وان الشهور الستة او التسعة المقبلة قد ترسم ملامح اوضح لاسواق الاسهم ومستوى مؤشراتها. كارول ميرفي، الوسيطة في «غلوبال دايريكت اكويتيز»، قالت ل «الحياة» اثناء جولة داخل ردهة التداول التي يعود بدء العمل فيها الى العام 1825، قبيل اقفال المؤشر على انخفاض الثلثاء بنسبة 0.50 قي المئة الى 10041 نقطة، ان الشعور السائد في السوق يفيد بان عوامل كثيرة مؤثرة «لا تزال غير واضحة المعالم عن صحة الاقتصاد الاميركي والشركات المدرجة في بورصة نيويورك». ومع ان ميرفي لا تستطيع بحكم عملها، اعطاء النصح لأي مستثمر، الا انها قالت «لا اتوقع ان تستقر السوق سوى في نهاية الربع الثالث من السنة المقبلة، اذا عادت ثقة المستهلكين ما يعني زيادة في الانفاق والاستثمار وتحريك المشاريع». لكن زميلها مايكل بي خالفها الرأي وقال ان الفترة الحساسة ستكون بين نهاية الربعين الاول والثاني، مشيراً الى ان «تنظيف المصارف من الاصول السامة سيكتمل في هذه الفترة». في حين قال مارك انتوني من «كوبر ترايدينغ» ان «احدا لا يستطيع الآن رسم صورة كاملة لما سيحدث في الشهور الستة المقبلة لكن الجميع متفق على عدم المضاربة او المغامرة لاعادة التأرجح الكبير الى اسعار الاسهم». ولاحظ «ان الوسطاء لا يمانعون، بل يساعدون، في ارتفاع مؤشر السوق بنسبة بين 1.5 في المئة وما فوق، الا انهم يحاولون وبتعاون مشترك الحد من التراجع السلبي للمؤشر». في المقابل توقع وائل زيادة مدير ادارة البحوث في «المجموعة المالية - هيرميس» ان تتضح الامور اكثر في نهاية الشهر السادس من العام المقبل بعدما تظهر نتائج الشركات والمصارف والقطاعات الاقتصادية الرئيسية في الربعين الاول والثاني وتجري مقارنتها بما تحقق قبل عام. وبدت ردهة التداول في بورصة نيويورك الثلثاء «هادئة ومتزنة». وكان بعض الوسطاء يلبسون سترات صفراء، خلافاً للسترات الزرقاء القاتمة او السوداء التي يرتدونها في ايام الاسبوع. وقالت كارول ان الاصفر هو لون شعار شركة «افيفا اميركان للتأمين» التي بدأ تداول اسهمها في بورصة نيويورك اليوم (الثلثاء). ولا تزال بعض التقاليد متبعة قي البورصة منذ تأسيها العام 1792 عندما وقع 24 وسيطاً ومتعاملاً اتفاقاً لالتزام قواعد التعامل المالي في السوق، الذي بدأ في الشارع الذي عُرف لاحقاً باسم وول ستريت، قبل ان ينتقل الى كاراج (مرآب) كبير لا تزال البورصة تحتله منذ العام 1825. وفقدت بورصة نيويورك حيوتها، منذ تم تحديث العمل فيها وتحويل التعامل من الآلة الحاسبة اليدوية في يد الوسيط الى الكومبيوتر العام 2005. كما فقد العاملون في البورصة الحماس الزائد واصبحوا اكثر هدوءاً واقل اضطراباً من السابق، حتى «اننا فقدنا بهجة النظر الى الشخصية الرئيسية الزائرة التي تعلن يومياً بدء التداول او توقفه» كما قالت كارول. وفي مقابل التعامل الحذر في سوق اسهم الشركات المدرجة يظهر التوتر على الوسطاء والمتعاملين في قاعة التداول الجانبية لسوق االعقود الآجلة ومن بينها عقود النفط. ولم يستطع اليك من شركة «ترايدينغ اوبشن» التحدث الى «الحياة» اكثر من دقائق قليلة معتذراً بسبب ضيق المجال خصوصاً مع بدء تراجع مؤشر العقود الآجلة للنفط وللمرة الاولى، خلال تسعة ايام، دون الثمانين دولارا ً. ورداً على سؤال عن توقعاته، قال «لو كنت اعرف نتيجة خيارت العقود كنت تقاعدت قبل وقت طويل بعدما اقطف الثمرة»! وعما اذا كانت هناك اي شركة عربية يجري تداول اسهمها في بورصة نيويورك اجمع وسطاء على ان «ما نتعامل فيه لا يحمل جنسية وكل ما نعرفه ان اسهم هذه الشركة مدرجة لدينا نبيع ونشتري منها لحساب الزبائن».