«إن حصلتم على درجات مرتفعة نسافر إلى دبي، وإن حصلت على المركز الأول نذهب لرؤية الثلج في الشمال، سنقوم بعمل حفلة وتكون على التورتة صورتك»، لم تجتز العبارات السابقة من مسابقات نفذت في سوق كبير، أو حتى من برنامج تلفزيوني يعتمد طريقة السحب في اختيار الفائزين، بل هي جمل تحفيزية مألوفة يكثر تداولها في الفترة التي سبقت الامتحانات الفصلية إلى الآن موشكة على الانتهاء، إذ إن الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون التحفيز بالهدايا والمكافآت من أهم الطرق لتشجيع أبنائهم، بينما يرى المختصون أنها قد تتحول إلى «رشوة» للنجاح. وتوضح التربوية والمختصة في تنمية المهارات البشرية مريم اليعقوب في حديثها إلى «الحياة» أنه من الجميل أن نحفز أبناءنا بالنجاح أو أي عمل مميز، لكن لا يكون الهدف مقصوراً على عمل يجب أن يؤديه لكي يحصل على الهدية، وذلك حتى لا يتعلم الابن أسلوب الرشوة مقابل عمله، بل يجب أن يوضح له أن الهدية مقابل الإحساس بتعبه وتصميمه على النجاح والعمل. وترى سميرة أبو طالب خريجة تربوية من خلال تجربتها أن التحفيز أمر مطلوب يشحذ الهمم ويزيد الإصرار ويقوي العزيمة، لكنه يجب ألا يكون التحفيز مادياً. وتعتبر المدربة في التنمية البشرية خديجة الحربي، أن التحفيز المادي أو المعنوي من الأساليب الضرورية لتفوق الأبناء، لافتة إلى أن صناعة النجاح للأبناء تتم من خلال التحفيز الذي يشعرهم بالتقدير. ويروي الطالب الجامعي سعد عبدالرحمن، قصته مع أحد أقاربه وعده بسيارة طمح كثيراً في امتلاكها، وبعد نجاحه من مرحلة الصف الثالث متوسط تفاجأ بركونها بجانب المنزل. ويقول سعد إن درجاتي في العام الذي سبق تلك المرحلة ضعيفة، لكن ظل هذا الأمر يؤلمني كثيراً، إذ كنت أشعر أن قريبي يعرف أني لن أحقق شرطه، لذلك طلب مني هذا النجاح للحصول على الجائزة. ولا ينفك سعد من تذكر طعم هدية النجاح الماثلة في سيارة، إذ شعر أوانها بشعور مختلف. السيدة أم نواف ترى أنها نجحت في حصر مكافآت النجاح على حفلة متواضعة جداً، لا تكلفها مبالغ مالية طائلة، فهديتها عبارة عن «تورتة» يجتمع حولها الأبناء فقط من دون أية كلفة وفي أحيان يدعى الأقارب، إذ ترى أن الهدايا الكبيرة مناسبة للتخرج أو الحصول على وظيفة.