تشكل الهدية لدى الطلبة والطالبات عاملاً تحفيزياً مهماً في الاختبارات الدراسية، ومع بداية كلِّ عامٍ دراسي جديد يبدأ الآباء في إطلاق الوعود بجلب الهدية التي يتمناها الأبناء حال حصولهم على التقدير الذي يرضي ذويهم. ومع أنَّ هذا الأسلوب المحفز له العديد من الإيجابيات، إلاّ أنّه -وعلى المدى البعيد- قد تكون له سلبياتٌ يغفلُ عنها الآباء أحياناً، حيث ينتج عن ذلك تقاعس الأبناء في القيام بالواجبات المناطة بهم سواء الدراسية أوالحياتية بشكل عام إلاّ في حالة وجود مقابل، ويجب الحرص على اختيار الهدية المناسبة، حيث انّ العديد من الهدايا المقدمة لهم قد تكون عاملاً مساعداً في هدم ما تم بناؤه طيلة عام دراسي كامل. "الرياض" التقت بعدد من الأبناء والآباء ومن المختصين في الشأن الاجتماعي للحديث عن هدية النجاح فكان هذا التحقيق. هدايا التفوق «وسيلة تحفيز» ينبغي أن تناسب أعمار الأبناء بدون مبالغة وتكلف دعم معنوي في البداية قال "عبدالرحمن الزهراني" -طالب- إنّ الهدية أيّا كانت تُعد دعماً معنوياً كبيراً للطالب، كما أنّها تشجع الطلبة بشكل عام على نيل أعلى الدرجات، وبذل المزيد من الجهد والعطاء خلال العام الدراسي، مضيفاً أنّه لم يسبق أن وعده والداه بهدية معينة إن حصل على درجات عالية، لإيمانهما أنّ اجتهاده أقلَّ ما يمكن أن يفعله من أجلهما ومن أجل مستقبله، وذلك ما عوّداه عليه، في حين أنّه يخطط للالتحاق بدورة تدريبية في اللغة الإنجليزية أوالحاسب الآلي بنهاية العام؛ كهدية يتمنى أن يحصل عليها من والديه. عبدالرحمن الزهراني طاقة ايجابية وقالت "بشرى العنزي" -طالبة- إنّ الهدية كأسلوب لتشجيع الأبناء على الدراسة أمرٌ جيد، وهي طريقةٌ مناسبة لتحفيز الأبناء من أجل التميز، مبينةً أن نوع الهدية يتحكم في طموح الطالب لنيل الدرجات العالية، وربما قد لا يحصل الطالب عليها إذا تراجع مستواه الدراسي، وهذا يولد لديه روح منافسة تمكنه من تسخير طاقاته الإيجابية ومهاراته في تطوير وتحسين مستواه. وأثنت "بشرى" على الأسلوب الذي تتبعه والدتها في مكافأتها، مشيرةً إلى أنّ والدتها تتابعها بشكل مستمر منذ بداية العام الدراسي سواء في المنزل أو بالذهاب للسؤال عنها في المدرسة، مضيفةً أنّ هذا الأسلوب الذي تنتهجه معها قائم على أساس متين من الحب والصداقة المتبادلة بينهما بشكل مكَّن والدتها من معرفة متطلباتها واحتياجاتها، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على مستواها الدراسي وتحقيقها لدرجات عالية ومستوى دراسي متميز. وعن الهدية التي تتمناها كمكافأة لها على نجاحها وتميزها، قالت إنّ أكبر هدية سأقدمها أنا لوالدتي وهي تفوقي وقبلة على جبينها، ودعواتي الدائمة لربي أن يحفظها ووالدي. عبدالرحمن الشمراني تحفيز للطالب وأكّد "عبدالرحمن الشمراني" -طالب- على أهمية الهدية كعامل يحفز الطالب على بذل قصارى جهده خلال الفصل الدراسي، مضيفا أنّ الإنسان بطبعة قد يبذل أقصى ما لديه من جهد عندما يعلم أنّ هناك مكافأة أو جائزة في انتظاره، وبالتالي فإنّ الطلاب اليوم بحاجة إلى تشجيع حتى يذاكروا دروسهم أولاً بأول، مشيراً إلى أنّ الواجبات المدرسية كثيرة ومملة نوعاً ما، كما أنّ ضغط المواد الدراسية كبير لدرجة قد يشعر خلالها الطالب أحياناً بالسأم والضجر، وذلك في ظل البيئة المدرسية التي قد تخلو من المتعة. عبدالرحمن البدر تأثير سلبي فيما قال "عاصم الدامغ" -طالب- يجب على الآباء حث أبنائهم-وخاصةً الأطفال- على الجد والتفوق بعيداً عن ربط ذلك بالحصول على هدية؛ لأن اجتهادهم وتفوقهم في النهاية سيصب في مصلحتهم، وأن هذا الأمر سيؤثر سلباً على مفهوم القناعة لدى الأبناء وسيجعلهم أكثر طمعاً، كما أنّ تعويد الأبناء على الهدايا سيشكل ضغطاً وعبئاً مادياً جديداً على الأهالي مع مرور الأيام، لأن عليهم في كل مرة تقديم هدية جديدة ومكلفة، مشيراً إلى أنّ والده قد وعده وبقية أفراد الأسرة بالذهاب لمكة المكرمة لأداء العمرة كهدية للنجاح. محمود السيد تشتيت أفكار وبيّن "عبدالرحمن البدر" -ولي أمر- أنّ تقديم الهدايا أسلوب جميل من الآباء لتشجيع أبنائهم على التفوق، إلاّ أنّه يجب على الآباء عدم الانسياق وراء رغبات الأبناء دائماً، وانتقاء الهدية بعناية كبيرة، حيث إن مكافأة الأبناء على التفوق بإهدائهم أجهزة محمولة وغيرها من الأجهزة الحديثة دون ضابط سيهدم كل الجهود التي بنوها؛ لأن تلك الأجهزة الإلكترونية قد تُشتت أفكارهم وتلهيهم عن الدراسة في الفصل الدراسي الذي لم يبدأ بعد. خسارة الثقة من جانبه يرى "محمود السيّد" -أخصائي اجتماعي- أنّ هدايا التفوق يجب أن تكون وسيلة لتحفيز الأبناء وليس لتدميرهم، وأن تناسب أعمارهم، وعلى الآباء عدم المبالغة في وعودهم حتى لا يخسروا ثقة الأبناء، فالكثير منهم مثلا غير قادر على شراء الهدايا الثمينة ومع ذلك فهم يعدون أبناءهم بشرائها لهم إذا تفوقوا، وعندما يحين وقت الوفاء بالوعد، يتملص الآباء بأسلوب يعصف بمصداقيتهم لدى الأبناء، كاشفاً أنه ليس مع فكرة تعويد الأبناء على الهدايا؛ لأنّهم سيتخذونها حجة للمذاكرة من عدمها، فإذا وعدوا بها ذاكروا بشكل جيد، وإلاّ تقاعسوا، مشيراً إلى ضرورة انتقاء الآباء هدايا ذات قيمة معنوية مثل الرحلات الترفيهية، والدورات التدريبية، والتي تساهم في صقل مواهبهم وهواياتهم .