انتهى العام الدراسي وتسلم الطلاب والطالبات شهادات النجاح وباتوا ينتظرون من ذويهم الهدايا والمكافآت على ما حازوه وحققوه. متخصصات تربويات، يقدمن عبر "تواصل"، عدة نصائح وتوجيهات للأمهات حول مدى أهمية هدايا النجاح، والأسلوب الأمثل لتقديمها وقيمتها. تقول المتخصصة التربوية أمل السليم: "إن الهدية إن كانت لتفوق دراسي أو غير ذلك، يجب أن تُقرن بعبارات توحي الأم للابن من خلالها أنها تحبه وأنه يستحق هذه الهدية". وأضافت: "الأفضل أن يختار الابن هديته وألا يتحكم أحد في اختياره مع توجيه مناسب وتحت إشراف، وبالنسبة للأجهزة الذكية فهي تعتمد على العمر وعلى نوعية الألعاب التي يمكن أن يلعبها وأن يتم تحديد أوقات معينة للعب". أما شريفة العسيري فترى أن كل نجاح ليس تفوقًا، لذلك تكون الهدية على التفوق من باب التشجيع وإشعار المحسن بإحسانه. وقالت: "الأفضل أن نتفقد حاجياته وما يرغب به ونفاجئه بها، إلا أنه من المهم عدم إجبارهم على شيء معين وإذا كانت رغباتهم مباحة فلا نتردد أبدًا لكي تكون لهم فسحة وسعة وتيسيرًا وتحبيبًا". من جانبها تؤكد خولة الزامل أن شراء هدية النجاح غاية في الأهمية خاصة بالمراحل الأولية للدراسة، مشيرة إلى أن الدرجات العالية ليست معيارا للنجاح الحقيقي فالاختبارات لا تقيس في الغالب إلا قدرة الطالب على استرجاع المعلومة لا غير، والنجاح معناه أكبر من ذلك بكثير. وأوضحت أن اختيار الهدية يكون بحسب مستوى الابن العمري والمهاري، ولا يجب إغفال ميوله ورغباته. وللتوافق بين رغبات الأبناء وشراء ما يناسبهم، أكدت أن الحوار المثمر يلفت نظر الأبناء ويسهل عملية الإقناع، مشددة على أن التربية ليست مجرد تلبية رغبة الأبناء، إنما بحسن توجيههم لما هو مفيد وبناء بحدود المعقول والموضوعية. وتابعت إن الأجهزة الذكية واللوحية والبلايستيشن في الأغلب وسيلة لقتل الطفولة والصحة وإتلاف العقول. وقالت المشرفة التربوية وفاء الفاضل: "ينبغي للوالدين تقديم هدية النجاح للابن، ونوع الهدية حسب درجة تفوقه فمن الخطأ المساواة بين المتفوق والناجح نجاح متدن في الهدية". ورأت أن هدية النجاح ينبغي اختيارها بعناية بحيث تكون مناسبة لسن الابن وسدا لحاجته أو تنمية لمهارات التفكير لديه، كما ينبغي الحذر من الهدايا التي فيها مخاطر صحية وفكرية. وتابعت الفاضل: "ما أجمل التربية بالحوار والإقناع وفتح المجال للابن في اختيار هديته، لكن وفق قواعد معينة متفق عليها بينه وبين والديه إذ هناك خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها". وفضلت عدم شراء الأجهزة اللوحية والبلايستيشن للأبناء في المرحلة المتوسطة وما قبلها، فيما تكون مناسبة للمرحلة الثانوية والجامعية. أما "هياء الدوسري" مشرفة مجموعة منابر وردية فترى ضرورة التمييز بين الطالب النجيب في الهدية عن الطالب الأقل تحصيلًا، مشيرة إلى عدم ربط الهدية بالتفوق، قائلًة: "الطالب النجيب سيفرح بها لأنه حقق النجاح، ولكن الطالب غير الناجح إن حصل على هدية فستكون حافزًا له على النجاح". ودعت إلى اختيار الهدية بحسب ميول ورغبة الابن، دون سؤاله عما يريد ليفرح بها أكثر ويشعر أن والديه يعرفان ما يحبه. وحول كيفية التوفيق بين رغبات الأبناء وشراء ما يناسبهم، قالت إنه يجب الموازنة في ذلك، حيث يمكن شراء ما يناسبهم تارة، وما يرغبونه تارة أخرى لتعويدهم على الوسطية دون إفراط. واعتبرت المرشدة الطلابية فوزية الدريهم أن شراء هدية النجاح ليس مهمًا، ولكن لا مانع من شرائها ليشعر الطالب بمشاركة من حوله له، كما لا يشترط أن يكون ناجحا أو متفوقا ليحصل على هدية، فإذا أُعطي غير المتفوق لتميزه في جانب الأخلاق، يكون ذلك حافزًا له للمحافظة على قيمه وتطييب خاطره. واقترحت أن تكون الهدية ذات جدوى ونفع، وأن يكون معها "كارت" يشعره بالهدف من الهدية بطريقة غير مباشرة وبكلمات معبرة.