لم تعد هدية النجاح لدى الطلاب والطالبات الهدية السهلة التي تجود بها النفس من أولياء الأمور أياً كان نوعها أوحجمها أو قيمتها، بل أصبحت الهدية تطلب بشكل أساسي من الطالب أو الطالبة مقترنة بشروط معينة ومحصورة، بل ورافضين أي بدائل لما يطلبوه من هدايا ويفترض من الأهالي تنفيذ المطلوب وإلا ستقع الحروب والزعل في المنزل، وهناك مواقف محرجة وأخرى ظريفة بسبب هدية النجاح، فما هو الدور الذي ينبغي على الأهل عمله تجاه هذا الكم من الطلبات، فهل يلبوا متطلبات أبنائهم من الهدايا أياً كانت ومهما كلفهم الأمر، أو أنّ الطلاب والطالبات ينبغي أن يدركوا ترك الحرية للأهل بجلبها. «الآيفون والآي باد والآي بود».. طلبات مفضلة طالب المتوسطة يطلب هديته «سيارة جيب»! هدية محددة في البداية تخبرنا السيدة "نوره خالد" عن موقف حصل لها مع ابنتها في الصف الأول الابتدائي، قائلة: "لم يعد الأطفال كالسابق يرضون بالقليل وبالسهولة فقد حدث موقف مع ابنتي عندما نجحت من الصف الأول للصف الثاني قدمت لي بكل حماس وقالت: أمي أريد هدية نجاح إما لاب توب أو جهاز جوال آيفون اختاري إحداهم والذي يناسبك يا أمي"، طبعاًَ بداية الأمر ضحكت نورة على طلب ابنتها بالوقت ذاته جاوبتها وقالت لايناسبني كلاهما! حاولت الأم إغراء ابنتها بهدايا أخرى بدلاً من الهدايا التي حددتها لها الطفلة، إلا أن الموقف لم يكن بصالح الأم لأن إبنتها مصره حتى هذه اللحظة على إحدى الأمرين ولن تقبل غيرهما كهدية نجاح، بالوقت ذاته السيدة نورة محتارة هل تلبي طلب ابنتها لكي لاتحبط ابنتها بالسنوات القادمة أو لاتلبي طلبها لأنه طلب مبالغ به لطفله لم تتجاوز السبع سنوات. جيل مستعجل بينما الطالب "يزيد الخالدي" بالمرحلة المتوسطة في الصف الثالث اشترط عند نجاحه من والده هدية سيارة "جيب" معينة وقال لوالده بكل وضوح: لا أريد هدية غير هذه السيارة، فجميع من أعرف يملكوا سيارة، وهذا أقل مايمكن أن تهديني ياه، ولم يقتنع والد يزيد بطلب ابنه ورفض تماماً طلب ابنه وحاول بالوقت ذاته أن يفهم ابنه بأنه مازال صغيراً على قيادة السيارة، وسيحصل عليها بعد التخرج من الثانوي على الأقل ويصف الأب طلبات أبنائه، قائلاً: هذا الجيل سابق عمره بكل شيء ، لم يعد الأبناء يقدرون مانمنحهم لنجاحهم الذي كلفنا الكثير منا قبل أن يكلفهم، من تعليم واهتمام ورعاية. الهدية للأم وتشاطره الرأي المعلمة "سارة محمد" التي ترفض تماماً إعطاء هدايا النجاح لأي من أبنائها وتقول: أبنائي وبناتي يطلبون مني دائماً هدايا بالمقابل يكون ردي جاهزاً بأن الهدية أنا من يستحقها والمفروض أن يعطوني هدية نجاحهم مقابل تعبي لهم وتدريسي ومعاناتي وتحملي خلال الفترة الدراسية، وبكل صدق أقول الأم هي من تستحق هدية النجاح وليس الطالبة أو الطالب لأن لولا الله ثم اهتمام الأهالي بأبنائهم وبناتهم لما نجحوا. لايعجبهم العجب السيدة أم أسامة "منى عبدالله" تؤكد على أن هدية النجاح المادية لم تعد تملأ عين أبنائنا بل باتوا يطلبون الأكثر وهذا ماحدث من أحد أبنائها عند نجاحه فهمت بإعطائه 1000ريال، وبالوقت نفسه لم يقدر ابنها في المرحلة الثانوية الهدية المستطاعة لدى والدته وطلب المزيد على اعتبار أن هذا المبلغ لايساوي أي شيء مقابل نجاحه ولا يمكن أن يشتري مايريده، وماكان من الأم إلا أن ضغطت على نفسها لتزيد مبلغ هدية النجاح وكأنها مرغمه على الهدية. هم وعبء المرشدة الطلابية "بدرية السويلم" ترى أنّ هدية النجاح باتت هماً وعبئاً على الأهالي وعن كيفية مواجهتها لهذا الأمر فهي تختار الحل الوسط فإن كان الطلب مقدوراً على تنفيذه لن تقصر وستشتري لهم هدايا النجاح حسب طلبهم أما لو كانت الهدية المطلوبة من أحد أبنائها غالية الثمن غير متوفر مبلغها أو فوق طاقتها فلن تضغط على نفسها وتجلبها مطلقاً. حيل الأطفال وهناك بعض الحيل والعبارات من الأطفال الناجحين تفرض على الأم أو الأب تلبية طلب هدية النجاح وهذا ماحدث للسيدة "فاطمة عبد الرحمن" عند نجاح ابنتها من الصف الأول ابتدائي حيث ألحت الطفلة على والدتها أن تشتري لها جهاز "آي باد" وكانت الأم تتهرب من طلب ابنتها وإصرارها عليه، وتقول السيدة فاطمة: حاولت أن أُنسي ابنتي طلبها وأشتري لها عوضاً عنه إلا أنها أصرت عليه، فكل مرة أخرج بها من المنزل تتصل بي وتقول لي نفس العبارة: أمي لاتنسي هديتي وأنا متأكدة أنك ستعملين لي مفاجأة وتخبئيها بغرفتي صح ماما، ولم أحتمل افتراضات ابنتي وأحضرت لها الهدية المطلوبة. يشترطوا الغالي وهنا موقف آخر يدل على وعي الأطفال بالدرجة الأولى بعصرنا هذا تخبرنا السيدة "مها المزروع" -موظفة بإحدى القطاعات الخاصة- موقف حدث لها مع ابنتها عند نجاحها بالتمهيدي وإنتقلت للصف الأول إبتدائي وطلبت من والدتها جهاز جوال آي فون وتقول والدتها: عندما طلبت ابنتي هذا الطلب تعجبت وبالوقت نفسه أدركت أنها تريد مثل جهازي وقلت لها إنها مازالت صغيرة على الجوال وعلى الآي فون وعندما تكبر سأشتري لها، ومع المفاوضات بيني وبينها توصلت لآخر الحلول وأخبرتها بأني سأشتري لها جهازاً ولكن غير الأيفون، وكان جواب ابنتي حرفياً "تريدين أن تشتري لي جهازاً رخيصاً وانتي الغالي". الحل الوسط وترى الأخصائية الاجتماعية "سحر القناص" بأن جميع هذه الطلبات طبيعية لجيل هذا العصر فكل شيء حولهم مفتوح أمامهم الإنترنت وأنواع الأجهزة التي تحوي برامج عديدة تجذب العقول وتفتح الأذهان لكل ماهو جديد وعصري، والمقارنة جداً متعبة بين جيلنا بالماضي والجيل الحالي ولكن يفترض على الأهالي أن يسددوا ويقاربوا، لايرفضوا تحقيق كل وجميع الهدايا وبالوقت ذاته لايقبلوها كماهي والأمر الآخر حسب الهدية المطلوبة إذا كان هناك نفع منها على قدرة الطالب أو الطالبة العقلية فلا بئس من إحضارها مع مراعاة الظروف المادية للأسرة نفسها، فليس من المنطق أن يراكم الأب ديون عليه بسبب هدية نجاح ابنه الذي طلب منه سيارة أوغيرها، وهنا أيضاً أنوه على الطلاب والطالبات أن يطلبوا الأمور والهدية المعقولة من أهاليهم الذين تعبوا كثيراً خلال السنوات على مساعدتهم للنجاح، ولا ينسون أن الهدية تقدم من الشخص على ذوقه وعلى مزاجه بغض النظر عن من سأهديه الهدية ، وما ألاحظه في هذا الوقت باتت الهدية تطلب من الطرف الآخر وعليها شروط أيضاً. الأجهزة الإلكترونية تجد سوقاً رائجة للهدايا