قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف أمس، أنه ناقش معه «التحديات التي تواجه العالم الإسلامي»، وأكد رفضه «إعادة نشر صحيفة شارلي ايبدو الرسوم المسيئة للرسول» واعتبره «حماقة»، لكنه دان الاعتداءات التي تعرضت لها الصحيفة. ووصل مدني إلى النجف ، قادماً من بغداد. وفور وصوله التقى المرجع الشيعي. وقال خلال مؤتمر صحافي أعقب اللقاء إن «السيد علي السيستاني عبر عن تقديره زيارتنا. واستمعنا إليه واستفدنا من نظرته الشمولية إلى ثلاثة تحديات تواجه المنطقة». وأوضح أن هذه التحديات هي «تكريس الهوية المبنية على المذهب والاقتتال المذهبي، وخطاب التطرف لأولئك الذين يريدون اختطاف الإسلام ويفسرونه وفق ما يحلو لهم، بالإضافة إلى خطاب الكراهية أو ما يطلق عليه إسلاموفوبيا. ويجب علينا مواجهة هذا الخطاب وتفنيده في خطاب بديل». وأضاف :»أطلعنا المرجع على امتلاكنا مركزاً لتقريب المذاهب الدينية أقمناه في مكةالمكرمة فبارك هذه الجهود ودعا إلى تطويرها». وعن القنوات المحرضة على الفتنة، قال «لا نملك قانوناً ولا آلية لوقف هذه القنوات»، وأشار إلى أن «المنظمة تسعى إلى قانون يمكن تطبيقه للحد من هذه الظاهرة». واستنكر الاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو»، مؤكداً أن «الكثير من المسلمين شاركوا في تظاهرة باريس للتنديد بالقضية»، لكنه اعتبر أن إعادة الصحيفة نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول مرة أخرى «حماقة وصفاقة وجهلاً»، لافتاً إلى أن «حق التعبير لا يصل إلى حد الإساءة إلى معتقدات الآخرين، فحرية التعبير ليست دعوة إلى الكراهية وليست إساءة إلى دين آخر، ولا يمكن لعاقل، أياً كان مذهبه أو دينه أو قناعته، أن يرضى بأن تكون معتقداته محل سخرية». وزاد: «هناك في قوانين الدول الأوروبية ما يحرم المساس ببعض القضايا، ويحاكم ويسجن من يتعرض لها، ولم يبرروا ذلك بحرية التعبير بل قالوا إن في ذلك تشكيكاً وإساءة إلى البشر». وأوضح أن «الاتجاه العام داخل المنظمة يدعو ألا يسمع أي صوت يكفر أو يشكك بأي مذهب. وهناك أكثر من مؤتمر عقد في هذا المجال ولكن هذا الأمر يتعلق بضرورة إيجاد آلية وقانون لتنظيم هذا العمل تتفق عليه الدول لحمايتنا جميعاً».