أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، عن قلقه إزاء نشر المجلة الفرنسية كتابا ساخرا كجزء من سلسلتها عن حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. كما عبر عن أسفه لإقدام المجلة على نشر هذا الكتاب الذي يمثل حالة أخرى من حالات إساءة استخدام حرية التعبير. وقال الأمين العام أمس: "إن نشر هذه السلسلة يخالف قواعد الصحافة المسؤولة وهو بمثابة سوء استخدام للحق في حرية التعبير، مضيفا أن التحريض على الكراهية والتعصب على أساس الدين والدعوة إليهما من خلال هذا المنشور يعد خرقا للقوانين والصكوك الدولية لحقوق الإنسان". وجدد الأمين العام تأكيده على ضرورة أن تمتثل مجلة "شارلي إيبدو" للأحكام والقوانين المتعلقة بالتحريض على الكراهية والعنف، ولاسيما تلك المعمول بها في سياق الاتحاد الأوروبي. وحث الأمين العام السلطات المعنية في فرنسا على اتخاذ التدابير المناسبة ضد هذه الأسبوعية. وناشد أوغلي المسلمين في مختلف بقاع العالم ضبط النفس إزاء هذا التصرف، مجددا موقف المنظمة المبدئي الداعي إلى بناء توافق دولي للتعامل مع أعمال التحريض المتعمدة هذه ومع وتيرتها المتسارعة في إطار قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18. إلى ذلك قال مصدر دبلوماسي في جدة ل"الوطن": إن نشر مجلة تشارلي إيبدو الفرنسية قصصا مصورة عن حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عددها الصادر أول من أمس، يعكس "خبثا من نوع آخر"، خاصة أن لدى المجلة تاريخا معروفا بالتهكم على الرسول الكريم. وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن نشر هذه القصص لشخصية الرسول في مجلة معروفة بأنها ساخرة تستهدف مجتمعا لا يعرف شيئا عن سيرة هذا الرجل، ولا يخدم الهدف الذي أعلنته المجلة والذي يتمثل في التعريف بالنبي الكريم. وانتقد المصدر بشكل مباشر، الدول الأوروبية، التي قال إنها تفرض قوانين سنتها بعد الحرب العالمية الثانية، وتجرم في نصوصها ما يشكل تحريضا على أساس العرق والدين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تطبيق هذا القوانين يطال في مجمله الإساءات التي تصنف تحت عنوان "معاداة السامية" وإنكار المحرقة، ولكنها لا تفعل شيئا حين يتعلق الأمر بالإساءة إلى الرموز الأخرى ومن بينها الإسلام. وأكد أن: "المجلة تدرك المأزق الذي قد يواجه رافضي العمل، خاصة في ظل وجود تيار غربي قوي يرفض منع الإساءة إلى الإسلام على خلفية حماية حرية التعبير". وأشار المصدر إلى أن التنديد بالعمل أو انتقاده رغم "النوايا الحسنة" المزعومة التي كشف عنها مدير المجلة شارب سوف يقوضان في وجهة نظر المناهضين لحملة وقف الإسلاموفوبيا من حرية التعبير، من باب أن هؤلاء يرفضون حتى النصوص الإيجابية بشأن الإسلام، موضحا أن التعريف بالنبي يجب ألا يكون في سياق تهكمي، أو في رسم كاريكاتيري يقلل من قداسته. يذكر أن المادة عشرين من إعلان حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، تطالب بمنع أية إثارة للكراهية القومية أو العرقية أو "الدينية" والتي تحرض على التمييز والعداوة والعنف. وفي السياق ذاته شمل التقرير الخامس لمرصد الإسلاموفوبيا التابع ل"التعاون الإسلامي" فقرة كاملة حول الإساءات التي أوردتها مجلة شارلي إيبدو التي كانت قد اختارت في أكتوبر 2011، النبي محمد رئيسا لتحريرها بمناسبة فوز حزب النهضة بالانتخابات البرلمانية في تونس، كما تهكمت الصحيفة على تصريحات مصطفى عبدالجليل، رئيس الفترة الانتقالية في ليبيا حين قال إن الشريعة الإسلامية ستكون أساس التشريع في ليبيا، ب تسمية المجلة "شريعة إيبدو"، وكان آخر إساءاتها الرسوم الكاريكاتيرية التهكمية للرسول في سبتمبر من العام الماضي.