أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء عن تأييده المساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة لإنهاء النزاع المدمر في سورية. والتقى كيري في جنيف مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سورية ستيفان دي ميستورا لإجراء محادثات حول الأزمة السورية، وأشاد بجهوده في هذا المجال. وقال كيري أن «الولاياتالمتحدة قلقة في شكل خاص في شأن الكارثة المستمرة في سورية التي شردت نحو ثلاثة أرباع سكانها». وقال أن دي ميستورا «يشارك في جهود معقدة للغاية، ولكن مهمة لمحاولة دفع عملية (السلام) في سورية» ابتداء من حلب التي كانت المركز الاقتصادي للبلاد والتي دمرها النزاع المستمر منذ منتصف 2012. وتسعى روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى إعادة اطلاق محادثات السلام بمشاركة دي ميستورا لتشمل عقد لقاءات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة المنقسمة على نفسها. ودعت روسيا 28 من شخصيات المعارضة من بينها أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعترف به دولياً، إضافة الى المعارضة داخل سورية. إلا أن غالبية الشخصيات المعارضة البارزة التي تشكك في صدقية روسيا كوسيط، أعلنت رفضها المشاركة في المحادثات. وقال كيري: «حان الوقت لكي يضع النظام السوري الشعب أولاً، وأن يفكر في عواقب أعماله التي تستقطب المزيد والمزيد من الإرهابيين إلى سورية». وأضاف: «لذلك، فإننا نأمل بأن تكون الجهود الروسية مفيدة، ونأمل بأن يكون لجهود الأممالمتحدة التي يقودها المبعوث الخاص دي ميستورا تأثير». وأكد كيري أن دي ميستورا «سيتوجه إلى دمشق الأسبوع المقبل». وقتل أكثر من 200 ألف شخص في سورية منذ اندلاع النزاع في آذار (مارس) 2011، طبقاً ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الثلثاء عن إجراء محادثات بين ممثلين لنظام دمشق والمعارضة السورية في موسكو بين السادس والعشرين والتاسع والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري. وقال بوغدانوف وفق ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الرسمية «في السادس والعشرين تصل الوفود. في السابع والعشرين تجرى اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي الثامن والعشرين بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في التاسع والعشرين تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو». ولم يقدم بوغدانوف تفاصيل إضافية حول المشاركين. وكانت السلطات الروسية أعلنت مطلع كانون الأول (ديسمبر) استعدادها لاستضافة حوار بين أطراف النزاع في سورية. وفي نهاية الشهر نفسه أعلنت السلطات السورية موافقتها على المشاركة في هذا الحوار في روسيا، في حين رفض رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة المشاركة فيه. وشارك «الائتلاف الوطني السوري» مرتين في محادثات مع النظام في جنيف من دون التوصل إلى أي نتيجة ملموسة.