أكد الرئيس السوري بشار الأسد «الحرص الدائم» لبلاده على تطوير العلاقات مع الأردن على جميع المستويات، خلال لقائه رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي، بحضور رئيس الوزاء السوري محمد ناجي عطري، في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي أسفرت عن توقيع 11 برنامجاً تنفيذياً ومذكرة تفاهم.وأفاد ناطق رئاسي بأن الذهبي نقل إلى الأسد «تحيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكداً توجهات الحكومة الأردنية لإقامة أطيب العلاقات مع سورية وتطويرها في شكل مستمر»، وبأن الأسد حمّل رئيس الوزراء الأردني «تحياته إلى الملك عبدالله، مجدداً حرص سورية الدائم على تطوير العلاقات على جميع المستويات». وبعد عرض جدول أعمال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة واتفاقات التعاون و «أهمية وضع آليات ديناميكية وسريعة لتنفيذ هذه الاتفاقات ومتابعتها، لما فيه منفعة البلدين والشعبين الشقيقين»، أكد الطرفان أهمية أن تكون حكومتا البلدين والوزراء المعنيون على «تواصل دائم وتكليف مجموعات وزارية مختصة للبحث في التعاون الاقتصادي بأوجهه كافة، خصوصاً في مجالات النقل وربط السكك الحديد والطاقة الكهربائية والمياه». وجاء في محضر اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا أن الجانبين يعربان عن «الارتياح لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وعزمهما على تطويرها في مختلف المجالات واستشراف آفاق جديدة للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات القيادتين السياسيتين في البلدين وطموحات الشعبين الشقيقين»، مع تأكيد «ضرورة تعزيز التضامن العربي المشترك وتنقية الأجواء العربية العربية وضرورة تجاوز الخلافات وأهمية تفعيل دور الجامعة العربية لدفع العمل العربي نحو خدمة وتحقيق المصالح العربية العليا». وعن الوضع الفلسطيني، أكد البلدان «دعمهما الحوار بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة ودعوة المجتمع الدولي إلى التدخل الفاعل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والنشاط الاستيطاني، ورفضهما المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس الشريف، ووقوفهما إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتمثلة بعودة اللاجئين وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس». وشددا على «أهمية الحوار بين الأطياف السياسية العراقية بما يحقق المصالحة الوطنية ويضمن للعراق سيادته واستقراره ووحدة شعبه وأرضه ويسرع في إنهاء الوجود العسكري الأجنبي فيه». وطالبا ب «الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان»، مؤكدين «حرصهما على وحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه ووحدة الصومال واستقراره ودعم جهود السودان لمعالجة الأوضاع في دارفور وإعادة الأمن والاستقرار إليه». وتضمن محضر الاجتماع أيضاً تأكيد «التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري والصناعي ومواصلة التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية والعربية بما يحقق المصالح المشتركة لهما، والالتزام بتنفيذ قرارات القمة العربية التي تعقد سنوياً والقرارات الصادرة عن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي»، مع عرض لكل بند من بنود التعاون في جميع المجالات في الاتفاقات والمذكرات الموقعة بين البلدين. وفي مؤتمر صحافي مع الذهبي، قال عطري إن المحادثات ركزت على «التعاون في مجالات إستراتيجية هامة، خصوصاً قطاع النقل وتحقيق ربط الطرق بين البلدين من خلال المشاريع الحيوية الجاري تنفيذها حالياً، وربط السكك الحديد والربط البحري والنقل الجوي»، لافتاً إلى أن سورية تشكل بالنسبة إلى الأردن بوابة تربط العلاقات بين العالم العربي وتركيا وأوروبا، في حين يشكل الأردن بوابة بالنسبة إلى سورية للعبور إلى الخليج العربي. وأشار الذهبي إلى وجود «نظرة شمولية استراتيجية في التعاون بين البلدين ودول الجوار، خصوصاً تركيا»، وان دراسات ستجريها الدول الثلاث تتعلق ب «المواضيع الإستراتيجية سواء كانت طاقة أو نقل أو مياه وهذا ما سنقوم بعمله مباشرة بعد انتهاء أعمال اللجنة».