أربيل (العراق) - أ ف ب - يحكي الفيلم السينمائي الكردي «تشارلي شابلن في كردستان» الذي بدأت مراحل تصويره في مناطق متاخمة للحدود الايرانية في اقليم كردستان العراق، قصة شاب كردي يبحث عن حبيبته التي ضاعت إثر الحروب. وتشهد مدن الاقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك ومناطقها الحدودية مع ايران مراحل تصوير الفيلم الذي يخرجه الايراني علي رضا، وهو انتاج مشترك بين وزارة الثقافة في الاقليم ونظيرتها في ايران ويندرج ضمن اتفاقية للتعاون الفني والثقافي بينهما ابرمت في الآونة الاخيرة. وتدور أحداث «تشارلي شابلن في كردستان» حول سعي أحد الاشخاص للعثور على حبيبته التي فقدها اثناء الحروب التي شنها النظام السابق على الاكراد ومنها حرب الأنفال (1988). ويقوم بعرض افلام تشارلي شابلن في المدن لجمع المال الذي يتبرع به المارة المتعاطفون مع مشاعره. وأوضح مدير الدائرة السينمائية في وزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان ناصر حسن ان «اسم الفيلم يلفت الانتباه وأعتقد انه سيكون من أهم عوامل نجاحه فضلاً عن كونه يأتي في اطار الانتاج المشترك مع وزارة الثقافة في ايران». وأضاف: «الفيلم سيصبح جاهزاً للعرض بعد اربعة شهور، في مدن الاقليم قبل ان ينتقل للمشاركة في مهرجانات خارجية». وأشار الى أن ممثلين أكراداً عراقيين وإيرانيين سيشاركون في تأدية الادوار «وسيتحمل الجانب الايراني انجاز المراحل الفنية المتبقية نظراً لافتقار دائرة السينما في الاقليم الى أجهزة ومعدّات حديثة». وشهدت السينما الكردية منذ العام 2003 انتاج عدد من الافلام السينمائية منها «العبور من التراب» للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي الذي تدور احداثه اثناء الغزو الاميركي للعراق، ويروي قيام مقاتلين كرديين بالبحث عن عائلة طفل يدعى صدام، كانا عثرا عليه. وتهتم السينما الكردية بطرح قضية الشعب الكردي وما تعرض له من قمع وحروب ابرزها حرب الأنفال التي شنها ضده النظام السابق وأدت الى ابادة مئات آلاف من الاكراد وتشريدهم. وشاركت افلام كردية في مهرجانات عالمية نال بعضها جوائز آخرها فيلم «الانطلاق» للمخرج شوكت امين المشارك في مهرجان بوسان في كوريا الجنوبية هذا الاسبوع، ويتناول قصة لاجئين اكراد يعيشون في ملعب كرة قدم بعدما غادروا مدنهم خوفاً من بطش النظام السابق. وكان تشارلي شابلن (1889-1977) اهتم كثيراً بالصراع بين الاغنياء والفقراء، ما جعله محط اهتمام الطبقات العاملة والمسحوقة التي تجد في اعماله ما يعبر عن تطلعاتها ومعاناتها. وتنشط وزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان العراق في تنظيم مهرجانات للأفلام السينمائية في عدد من المدن الاوروبية. وقررت الوزارة انشاء ست صالات عرض بمقاييس حديثة في مدن الاقليم في اطار اهتمامها برفع مستوى الصناعة السينمائية. وكشف ناصر ان «انتاج هذا الفيلم الذي يستغرق عرضه 90 دقيقة هو باكورة أعمال سترى النور بفضل اتفاقية للتعاون الثقافي توصلت اليها وزارتا الثقافة في ايران وإقليم كردستان».