تشهد محافظة بابل ومركزها الحلة (100 كلم جنوب بغداد) انقطاعاً مستمراً في مياه الشرب بسبب تسرب بقع نفط من احدى محطات الطاقة الكهربائية في شمال المحافظة الى مجرى نهر الفرات وشط الحلة. وقال مدير دائرة الماء في بابل المهندس سعد عبد الأمير ل «الحياة» انه «تم اخذ عينات من مياه شط الحلة واثبت تحليلها وجود بقع نفط نسبتها عالية».وأضاف «الى الآن لم نعرف مصدر هذه البقع التي انتقلت مع مجرى النهر الى المحافظات الجنوبية الأخرى». وأضاف ان «المديرية اتخذت اجراءات لوقف بعض المجمعات المائية للحفاظ على صحة الموطنين، كون هذه البقع تتفاعل مع المواد الموجودة في الماء وتنتج عناصر مسرطنة، فيما تم تشكيل لجان مشتركة من البيئة والصحة والماء، واخذت نماذج مختلفة وتأكد لها خلو الماء من الملوثات في الوقت الحاضر وقد تم الايعاز بتشغيل المجمعات والمشاريع المائية». وأشار الى ان «اللجنة تدرس حالياً اسباب تسرب هذه البقع الى مجرى نهر الفرات وشط الحلة، لوضع الحلول المناسبة لها». يذكر أن نهر الفرات الذي يمر في الحلة و يسمى نهر الحلة تعرض إلى تلوث بسبب وجود عدد من المصانع ومجازر اللحوم التي ترمي مخلفاتها في النهر، بسبب سوء الخدمات الصحية وعدم محاسبة المخالفين. وعبر الأهالي عن استيائهم من تجاهل المسؤولين لأزمة انقطاع المياه، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى الاستعانة بالمياه الجوفية من طريق حفر الآبار واستخدام مياه الجداول. ونفت رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة الدكتورة امل سلومي» تسجيل اي اصابة مرضية بين المواطنين بسبب التلوث الذي تعرض له شط الحلة». وكانت سيارات الاسعاف تجولت بين الاحياء السكنية وانذرت الاهالي من خلال مكبرات الصوت بعدم استخدام مياه الشرب بسبب تعرضها للتسمم. ويعاني العراق من ازمة شح المياه بسبب نقص الاطلاقات المائية لمياه نهري دجلة والفرات من تركيا وقطع روافد مائية من ايران.