استهل نادي جدة الأدبي أولى فعاليات موسمه الثقافي الجديد، مساء الثلثاء الماضي بمحاضرة بعنوان: «القرآن وتجدد المعنى» قدمها الدكتور محمد عبيد والدكتور رضوان منسي. وناقش منسي مصطلح «التجدد الدلالي» في تفسير القرآن في ضوء مناهج المفسرين القدامى منهم والمحدثين والتعريفات اللغوية والاصطلاحية، التي قدّمها العلماء للمصطلح ومداخله المعرفية والثقافية، كما رصد الفروق الدلالية بين التجدد الدلالي وتعدد المعنى وعلاقة ذلك بمصطلح الإحياء ومصطلح التغير. وتناول المصادر المعرفية التي تمثل قنوات إمداد مستمرة لعملية تجدد المعنى، عبر الحيز الزمني التاريخي. وقدم أمثلة كالتدبر والاستنباط والمصدر اللغوي الذي يتعلق بخصائص اللغة العربية عامة ولغة القرآن الكريم خصوصاً، وأشار إلى مصدر عملي تطبيقي يراعي اجتهاد السابقين. واستعرض منسي أشكال التجدد الدلالي المختلفة، برصد ثلاثة ميادين من أهمها ميدان الإعجاز العلمي وميدان الدعوة والاهتداء وميدان الإصلاح والتغير، كما عالج المحاضر مشكلات التجدد الدلالي للمعاني وأسبابها وكيفية وضع المعايير والضوابط المختلفة، التي نحكم من خلالها على قضية التجدد الدلالي، كما تكشف لنا الظواهر اللغوية والعوامل التاريخية والثقافية الكامنة خلف تلك القضايا. وأوضح الدكتور محمد عبيد في ورقته «وسائل تجدد المعنى في النص القرآني» ومخالفة التوقع اللغوي و الوقوف القرآنية، وتعدد المعاني وفسادها واحتمالية تعدد المعنى وخروج المعنى على أصله والاتساع المعجمي واللبس في المقام. من جهة أخرى، يستعد النادي خلال الأشهر القليلة المقبلة، افتتاح قاعة المحاضرات الجديدة والتي تبرعت بها أسرة الشربتلي، كبادرة من البوادر الثقافية بين النادي ورجال الأعمال.