نفى الباحث والمستشار الشرعي الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، ما حاول الشيخ عبدالمحسن العبيكان إثباته من تصنيف الميت بأنفلونزا الخنازير في قائمة الشهداء المنصوص عليها شرعاً. وأوضح اللحيدان - في تصريح إلى «الحياة» - أن الشارع الحكيم حدد بالنص الأمراض والأوبئة الموجبة للشهادة، مؤكداً أهمية إيمان العبد وصلاحه، ليستحق منزلة الشهداء. واشار إلى أن تخصصه ودراساته في الأمراض والأوبئة وعضويته في عدد من اللجان الطبية العليا تمكّنه من معرفة ما يندرج تحت مسمى مصطلح «شهيد»، داعياً العبيكان إلى عدم التعجل في إصدار الفتاوى، والاكتفاء بالاعتماد على منهجه «القرائي»، من دون رجوعه إلى العلماء والمحققين الحفظة، خصوصاً علماء الحديث العارفين بالأساليب والعلل والناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد والعام والخاص. من ناحية أخرى، عدّ الشيخ العبيكان وباء أنفلونزا الخنازير في حكم الطاعون، موضحاً أنه من الأوبئة التي يشملها الحديث النبوي الشريف: «الشهداء خمسة، المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله». وردّ في جواب له على فتوى حول إطلاق مصطلح «شهيد» على الميت بوباء أنفلونزا الخنازير بقوله، إن وباء انفلونزا الخنازير لا يقل خطورة عن الطاعون في إفساد البدن والقضاء على المناعة، مستشهداً بالحديث الشريف: «الطاعون شهادة لكل مسلم». وتوقع متابعون أن تثير فتوى كل من اللحيدان والعبيكان حول اعتبار المتوفى بانفلونزا الخنازير شهيداً، جدلاً لا يقطعه سوى فتوى هيئة كبار العلماء.