القدس المحتلة، عمّان - أ ف ب، رويترز - استمر التوتر في القدسالمحتلة أمس، مع مواصلة الشرطة الإسرائيلية حصار المسجد الأقصى وإبقائها على حجم انتشار قواتها في محيطه وفي الأحياء العربية. وقررت محكمة إسرائيلية إبعاد زعيم «الحركة الإسلامية» الشيخ رائد صلاح عن القدس لمدة 30 يوماً. وأفرجت الشرطة الإسرائيلية مساء أول من أمس عن الشيخ رائد صلاح بعد اعتقاله لفترة وجيزة بتهمة الحض على العنف إثر المواجهات الاخيرة في المدينة المقدسة، لكن محكمة إسرائيلية قررت منعه من دخول المدينة لمدة ثلاثين يوماً. وانتشر عشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية في نقاط تفتيش في محيط البلدة القديمة في القدس، حيث فرضت سلطات الاحتلال قيوداً على دخول المسجد الأقصى ولم تسمح بدخول إلا الرجال والنساء فوق سن الخمسين. ووصل قادة من عرب إسرائيل وسياسيون صباح أمس إلى البلدة القديمة في القدس، بعد ثلاثة أيام من المواجهات بين الشرطة ومقدسيين. وقال النائب في الكنيست أحمد الطيبي إن الحكومة الاسرائيلية «تلعب بالنار». وأضاف أن «القدس قضية حساسة. وحكومة نتنياهو - باراك - ليبرمان اليمينية تلعب بالنار. يتعين عليهم فتح كل الأبواب والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، وبعد ذلك سيسود الهدوء، لكنهم راغبون في التدليل على أنهم موجودون هنا بوصفهم أصحاب السيادة بالقوة والسلطة. نحن هنا كي نقول إنهم موجودون كقوة احتلال انتقالية. المسجد الأقصى والقدسالشرقية أراض فلسطينية وإسلامية». وقدمت بعثة فلسطين لدى الأممالمتحدة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن تحض فيها على اتخاذ «إجراءات سريعة و حاسمة لمنع مزيد من التصعيد في الوضع المتفجر في القدسالمحتلة»، منتقدة استعمال إسرائيل «القوة المفرطة في قمع المصلين الفلسطينيين الذين يحاولون الدفاع عن الحرم القدسي الشريف». ونددت ب «اعتقالات واسعة الانتشار ونشر قوات الاحتلال في القدسالشرقية، بالتوازي مع تصريحات استفزازية وعنصرية ضد السكان الأصليين للمدينة». وأضافت أن «هذه العمليات غير القانونية تؤكد اعتقاد الفلسطينيين بأن الحكومة الأسرائيلية اليمينية الحالية مهتمة فقط بعرقلة جهود السلام في المنطقة وفرض واقع غير قانوني على الأرض يقضي على مبدأ حل الدولتين». وطالبت الرسالة المجلس بإجبار إسرائيل «على التقيد بالتزاماتها القانونية ووقف تصرفاتها كما لو كانت دولة فوق القانون، ومحاسبتها على جرائم الحرب وأعمال إرهاب الدولة والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان»، داعية إلى «تقديم الجناة للعدالة». في غضون ذلك، يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعاً طارئاً اليوم قال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي إنه «سيخصص لمناقشة الأوضاع المتدهورة في مدينة القدسالمحتلة في ضوء الإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في المسجد الأقصى من حصار وعدوان». إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي أمس من إمكان انهيار المسجد الأقصى بسبب الإجراءات الإسرائيلية تحته. ونقلت وكالة الأنباء الاردنية الرسمية «بترا» عن الذهبي قوله ان «الأردن يرى أن هناك العديد من الاجراءات الإسرائيلية التي تشكل خطراً حقيقياً على المقدسات الإسلامية في القدس عموماً، وعلى المسجد الأقصى خصوصاً، مثل جسر المغاربة من حيث تصميمه وإعادة بنائه، والتوسع في بناء أنفاق تحت المسجد، ما يهدد مستقبلاً بإمكان انهياره».