اتفق الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال لقائهما في إسلام آباد أمس، على تعزيز التعاون بين بلديهما لاجتثاث تهديد التطرف والإرهاب. وقال شريف في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي: «ستواصل باكستان تقديم المساعدات والتسهيلات الممكنة للمجتمع الدولي من اجل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، ونعتقد بأنه لا بدّ من تحول مجرى النزاع في المنطقة، والعمل جماعياً لتحقيق المصلحة المشتركة للشعوب». ووقّع وزيرا المال في أفغانستانوباكستان، في حضور شريف وكارزاي، اتفاقاً لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري. وتعتبر زيارة كارزاي الأولى لباكستان منذ 18 شهراً، وتشير إلى رغبة البلدين في تخطي انعدام الثقة بينهما، قبل مغادرة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) أفغانستان بحلول نهاية 2014. وهو أعلن قبل مغادرته كابول أن أبرز نقطة سيبحثها مع المسؤولين الباكستانيين هي مفاوضات السلام مع حركة «طالبان»، علماً أن باكستان أيدت تاريخياً الحركة التي أبدت أخيراً انفتاحها على مفاوضات سلام وعدم رغبتها في «احتكار» السلطة، لكنها ترفض التفاوض مباشرة مع كارزاي الذي تتهمه بأنه «دمية في يد الولاياتالمتحدة». وهبطت طائرة الوفد الأفغاني في المطار العسكري بضاحية إسلام آباد، حيث رفعت رايات كبيرة زينت بصور كارزاي وشريف والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. واستقبل وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الرئيس الأفغاني الذي رافقه وفد من المجلس الأعلى للسلام المكلف اقناع «طالبان» بالجلوس الى طاولة المفاوضات. وكان المجلس ذكر أنه سيطالب باكستان بإطلاق أهم مسؤول «طالباني» أفغاني في السجون الباكستانية الملا عبد الغني برادار، النائب السابق لزعيم الحركة الملا محمد عمر. وسبق أن أفرجت باكستان عن 26 عنصراً من «طالبان» الأفغانية. لكن محللين يعتبرون ان هذه الخطوة لن تؤثر على عملية المصالحة في أفغانستان، «لأنهم سيعودون إلى ساحة القتال، فيما لن تفرج إسلام آباد عن كبار الموقوفين مثل الملا برادر». وبعدما فشلت محاولة خجولة لإطلاق عملية سلام في حزيران (يونيو) الماضي، إثر فتح مكتب ل «طالبان» في قطر أثار استياء كارزاي، اعتبر برهان قاسم، عضو «شبكة محللي أفغانستان»، أن كارزاي «يريد قناته الخاصة للاتصال بالمتمردين، وان تكون مستقلة عن الولاياتالمتحدة»، مضيفاً أن «محاولات الاتجاه نحو باكستان ليست جديدة، لكنها فشلت سابقاً». واستبعدت صحيفة «دون» الباكستانية الواسعة الانتشار تقدم المفاوضات، «لأن الإطار ليس مواتياً مع اقتراب نهاية فترة رئاسة كارزاي، وتشكيل حكومة جديدة في إسلام آباد التي لا يزال يجب أن تحدد سياستها تجاه أفغانستان، وكذلك تغيير قائد الجيش الباكستاني الخريف المقبل». وزادت: «نأمل بالأفضل، لكن استعدوا لبقاء الأمور على حالها». على صعيد آخر، قتل ضابط في الشرطة الأفغانية وابنه وثلاثة مسلحين في اشتباك بولاية ننغرهار (شرق). وأوضح سيد رحمن موماند، قائد شرطة عاصمة الولاية جلال آباد، أن مسلحين خطفوا الضابط نور غل، وأن 3 مسلحين وابن غول قتلوا حين حاول أهالي القرية وأسرة غل تحريره. ثم أطلق المسلحون النار على غل، ما أدى إلى مقتله. وفي ولاية كابيسا (شرق)، قضى 4 مسلحين وجرح 5 رجال أمن، في هجوم انتحاري استهدف قاعدة للجيش الأفغاني، حيث فجرت سيارة مفخخة، ثم جرى تبادل للنار استمر نحو ست ساعات. وأعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الحادث، مشيرة إلى قتل مسلحيها جنوداً أفغاناً كثيرين، وهو ما نفاه مسؤولون.