واشنطن، إسلام آباد، كابول - خدمة «نيويورك تايمز»، «الحياة»، أ ف ب - كشف مسؤولون أفغان أمس، أن السلطات الباكستانية اعتقلت قيادييْن اثنين بارزين من «طالبان» شمال أفغانستان، قبل بضعة أيام من اعتقال الرجل الثاني في الحركة الملا عبد الغني برادر في كراتشي. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أفغان قولهم إن ضباطاً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي» شاركوا على الأرجح في اعتقال القياديين في «طالبان». ووُصف المعتقلان بأنهما «حاكمي ظل» ولايتين في شمال أفغانستان، وهما الملا عبد السلام المسؤول الميداني للحركة في ولاية قندوز، واعتقل في مدينة فيصل آباد الباكستانية، والثاني هو الملا مير محمد، القائد «الطالباني» في ولاية بغلان. وشكل مسلسل الاعتقالات مؤشراً إلى «تزايد التعاون» بين واشنطن وإسلام آباد، كما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك خلال زيارته لإسلام آباد أمس. لكن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أكد رداً على سؤال ل «رويترز» أن اعتقال الملا برادر لم يتم بضغوط من الولاياتالمتحدة بل «يظهر التزام باكستان في الحرب على الإرهاب». وأبلغ حاكم ولاية قندوز محمد عمر صحيفة «واشنطن بوست» أن القياديين «الطالبانيين» عبد السلام ومير محمد اعتقلا قبل 10 أيام. وأشار إلى ان الملا عبد السلام يقود حوالى 2000 مقاتل شديدي الولاء للحركة، متوقعاً أن يؤدي اعتقاله إلى تقليص قوة الحركة بنسبة 40 إلى 50 في المئة. ووصف قائد الشرطة في قندوز الجنرال رزاق يعقوبي، المعتقلين بأنهما من أكثر الأشخاص بطشاً، مشيراً إلى ان «معظم الأعمال الإرهابية والإعدامات وغيرها من الجرائم التي ارتكبت في شمال أفغانستان، حصلت بأوامر منهما». وقال حاكم ولاية بغلان محمد أكبر باركيزاي أن اعتقال القادة الثلاثة ترك أثراً كبيراً على عناصر الحركة الذين انهارت معنوياتهم وأصيبوا بالصدمة. على صعيد آخر، قتل حلف شمال الأطلسي سبعة شرطيين أفغان وأصيب آخران بجروح في غارة جوية أخطأت هدفها في شمال أفغانستان، كما أفادت وزارة الداخلية الأفغانية ومصادر طبية. تزامن ذلك مع مقتل 4 متشددين في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار على الجانب الباكستاني من الحدود، واستهدفت مخبأ للمتشددين في إقليم شمال وزيرستان القبلي. وأسفرت الغارة عن جرح 4 متشددين آخرين. في أفغانستان، دارت معارك متقطعة في مرجه (جنوب) بين عناصر «طالبان» والقوات الدولية والأفغانية في اليوم السادس من الهجوم الواسع على هذه المنطقة التي تعتبر أحد معاقل طالبان في ولاية هلمند جنوب البلاد. وقال الجنرال شير محمد ضاضائي قائد الجيش الأفغاني في المنطقة أن «العملية تتقدم وفقاً للخطة. وتسيطر وحداتنا على مرجه». لكن الجنرال ضاضائي الذي تحدث في مؤتمر صحافي في لشكرجاه عاصمة الولاية، قلل من شان المعارك ميدانياً، وقال: «لا توجد مقاومة ضدنا في مرجه باستثناء إطلاق نار متقطع انطلاقا من أسطح المنازل، لكن عندما نصل إلى مقربة منهم (مقاتلو طالبان) يختفون». وفي كابول، أعلنت قيادة الحلف الأطلسي أن «المتمردين يغادرون المنطقة (مرجه) ومن بقي منهم يواصل مهاجمة القوات الأفغانية والأطلسية بشكل مباشر». وأضاف الحلف في بيان أن «القوات المشتركة (الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني) سيطرت على مناطق رئيسية (في مرجه) وان الجهود للسيطرة على حركة المتمردين تكللت نسبياً بالنجاح». وتعرضت وحدات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) للرصاص في مرجه أمس، خلال محاولتها نزع الغام عن الطرق. وعمد «المارينز» إلى توزيع أجهزة راديو على المزارعين المحليين. وتبث هذه الأجهزة برامج حكومية وتقدم توجيهات إلى المدنيين الأفغان حول كيفية التعامل مع الوضع والتنقل خصوصاً في الليل. واعتبر الجنرال البريطاني نيك كارتر ان القوات الدولية ستحتاج الى ما بين 25 و30 يوماً للسيطرة على مرجه حيث تواجه «مقاومة شرسة» من «طالبان».