إسلام آباد، كابول، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - فجر انتحاري ينتمي الى حركة «طالبان» شحنة ناسفة حملها في وسط كابول أمس، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجرح 35 آخرين، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي انه اعترض رسالة لزعيم الحركة «من باكستان تدعو الى أسر أو قتل الأفغان المتعاملين مع حكومة» الرئيس حامد كارزاي. ووقع الهجوم الانتحاري عشية المؤتمر الدولي لمساعدة افغانستان والذي يعقد في كابول غداً الثلثاء، بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون و40 من نظرائها، اضافة الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. ونتيجة للتدابير الامنية المشددة في العاصمة الافغانية عشية المؤتمر، يبدو ان الانتحاري الذي استقل دراجة، فشل في الوصول الى هدفه وفجر الشحنة الناسفة التي في حوزته، قبل وصوله الى حاجز تفتيش. ووقع الانفجار في الجهة المقابلة من عيادة طبية على طريق تستخدمه القوات الاجنبية في كابول، لكن لم ترد تقارير عن خسائر في صفوفها. وسارعت القوات الافغانية والدولية الى فرض طوق حول مكان الهجوم حيث تناثرت اشلاء ضحايا وبقايا سيارات محطمة. من جهة أخرى، زارت وزيرة الخارجية الاميركية إسلام آباد امس، حيث أجرت محادثات مع الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف جيلاني، استهدفت التنسيق مع القيادة الباكستانية لإقناعها ببذل مزيد من الجهد لمكافحة «شبكة حقاني» التي تتمركز غرب باكستان وتقدم الدعم لمسلحي «طالبان» في حربهم ضد القوات الأجنبية في الأراضي الأفغانية. وكشفت مصادر اعلامية باكستانية ان القيادة الاميركية تسعى الى اقناع رئيس الاركان الباكستاني الجنرال اشفق كياني بتعزيز ضغط الجيش على «شبكة حقاني»، في وقت تفيد تقارير ان للاستخبارات العسكرية الباكستانية نفوذاً في اوساط الشبكة. تزامنت محادثات كلينتون في إسلام آباد، مع إعلان «الأطلسي» اعتراضه رسالة زعيم «طالبان». وقال الناطق باسم الحلف في كابول الجنرال جوزف بلوتز ان الملا عمر «اصدر هذا التوجيه في حزيران (يونيو) الجاري». وأضاف ان «هذه الرسالة صادرة عن الملا عمر الذي يختبئ في باكستان، وهي موجهة الى قيادييه في أفغانستان». وتعني الرسالة التي تم اعتراضها، اذا تأكدت صحتها، تغييراً على ما يبدو بالنسبة إلى التوجيهات السابقة في ما يتعلق بمعاملة «طالبان» لأسراها من الأفغان. وورد في مدونة سلوك تعود إلى آب (أغسطس) 2009 وتنسب إلى الملا عمر، انه «كلما اعتقل مسؤول أو جندي أو موظف أو عامل في الحكومة الأفغانية الذليلة، يجب ألا نهاجم وألا نؤذي هؤلاء الأسرى». وتدعو آخر رسالة تم اعتراضها ايضاً إلى قتل نساء ساعدن قوات التحالف او قدمن لها معلومات. وأشار الناطق باسم «الأطلسي» إلى ان الأمر الذي أعطاه الملا عمر الى عناصر «طالبان» يقضي بمحاربة قوات التحالف الدولي حتى الموت. كما أمر الملا عمر بتجنيد أفغان يتمكنون من الوصول الى قواعد الحلف الأطلسي او القواعد الأميركية، لاستخدامهم في مهاجمة تلك الأهداف. على صعيد آخر، اعتبر جو بايدن نائب الرئيس الاميركي ان من المبكر الحكم على مدى احراز تقدم في افغانستان حيث سيصل عديد القوات الدولية التي تحارب المتمردين الى 150 الف جندي قريباً. ورداً على سؤال لقناة «اي بي سي» التلفزيونية، قال بايدن «ان من المبكر إصدار أحكام» حول ما إذا كانت القوات الأميركية تخسر الحرب في أفغانستان. وأضاف بايدن ان «كل القوات الاضافية (التي أرسلت كتعزيزات) لم تصل بعد على الأرض. ولن يتم ذلك قبل آب (أغسطس)» المقبل. وأضاف ان الجيش يرى ان التقدم قد يكون أوضح اعتباراً من كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام.