اختتم المؤتمر الدولي السادس للموارد المائية والبيئة الجافة الذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، أعماله ليل أمس، والذي يرعاه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمشاركة خبراء في شؤون المياه من 19 دولة، وناقش المجتمعون خلال اليومين الماضيين «التحديات التي تواجه العالم العربي بسبب ندرة المياه». وقال مدير جامعة الملك سعود بدران العمر في كلمته خلال المؤتمر، إن «دورَ المؤسساتِ التعليميةِ الحديثةِ لم يعد محصوراً في الدائرةِ الأكاديميةِ والتعليميةِ فحسب، بل باتَ واجبها التحليقُ فيه لأداءِ دورِها الحقيقيِّ داخلَ مجتمعاتِها، وهو دورٌ متعددُ المهمات، يأتي من ضمنِهِ بحثُ القضايا المهمةِ التي تمسُّ المجتمعَ وأفرادَه، وطرحُها للنقاشِ بالاستعانةِ بالخبراء، ويتأكدُ ذلك حين يكونُ المجتمعُ يعاني مشكلةً في أمرٍ محوريٍّ كقضيةِ الماءِ وندرتِهِ التي تعدُّ تحدياً خطيراً يهددُ الوجودَ الإنساني، وخصوصاً في منطقتِنا هذه المصنَّفةِ ضمنَ أفقرِ المناطقِ من حيثُ الوفرةِ المائيةِ ومعدلاتِ هطولِ الأمطار». وقدم فريق بحثي برئاسة فيصل زيدي من كرسي المخاطر الطبيعية في قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة الملك سعود، دراسة تقويم «نوعية المياه الجوفية في أجزاء من منطقة حائل»، في حين قدم الباحث اليمني إسماعيل الصبحي ورقة عن تقويم «جودة المياه الجوفية لمياه الشرب باستخدام التحاليل الفيزيائية والكيميائية في مدينة إب اليمنية». وكشف رئيس المجلس العربي للمياه محمود أبو زيد التحديات التي تواجه العالم العربي في ظل المساحة الجغرافية للمنطقة العربية إضافة إلى الحالة المناخية والتعداد السكاني المتزايد، مشيراً إلى أن «نسبة الموارد المائية المتجددة لا تتجاوز 335 كيلومتراً مكعباً في العام، وقدّر المخزون الكلي للمياه بالخزانات الجوفية غير المتجددة 134.8 كيلومتر مكعب»، وأشار إلى أن «المساحة الكلية للعالم العربي 15.5 مليون كيلومتر مربع، تمثل الأراضي الصحراوية 85 في المئة من مساحتها، أما تعداد السكان 385 مليون نسمة»، مضيفاً أن كل 5 في المئة من سكان العالم لديه1 في المئة من موارد الماء المتجددة». وأوضح أن تحديات العيش في العالم العربي تخضع إلى ندرة المياه وعدم توافر الأمن الغذائي، وأكد أن «أبرز التحديات التي تحتاج إلى معالجة عاجلة، هي «صعوبة الوصول إلى مياه الشرب النقية، وخدمات الصرف الصحي، وتعرّض المصادر المائية لظروف غير آمنة ومشكلات البيئة المختلفة وعدم كفاءة الهيكل الخاص، وذلك بحوكمة مصادر المياه كلها (...) والحقائق التي يعيشها العالم العربي توجب أخذ الحيطة في المستقبل القريب».