على هامش الاحتفالات الخاصة بالإعلان عن إطلاق «مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام»، الذي سيُفتتح في غضون سنتين، نظمت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث أمسية أندلسية مميزة على مسرحها في أبو ظبي مساء أول من أمس بعنوان «هنا ينام قلبي». وكُرّست الحفلة الموسيقية لاستعادة ذكريات الزمن الجميل الزاخر بالقصائد الأندلسية الأصيلة من القرن الحادي عشر، حين أبدع العرب المسلمون وطوروا معظم فنونهم وموسيقاهم. البداية كانت مع عازفة العود والملحنة والمغنية السورية وعد بوحسون التي أنشدت قصائد ذائعة الصيت للعاشقين الشاعرين الأندلسيين الشهيرين ابن زيدون وولادة. وتعتبر بوحسون واحدة من عازفات العود اللواتي يندر وجودهن في العالم العربي. وبدأت ممارسة هذا الفن منذ سن السابعة بدعم من والدها، عازف العود. ثم شدا مغني الفلامنكو كورو بينانا (بمصاحبة كارلوس بينانا على الغيتار وميخيل آنجيل أورنغو على الكيجون) قصائد للفيلسوف العربي ابن عربي المولود في مرسية عام 1165. وفي دويتو غنائي، أنشدت وعد وبينانا باللغتين العربية والاسبانية أبياتاً من قصائد الشغف المتبادل بين ابن زيدون وولادة. وتمثل هذه الحفلة جزءاً من مؤتمر «لماذا نصون تراثنا الموسيقي للمستقبل؟» الذي يعد إحدى الفعاليات المرافقة لانطلاق «مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام». وجمع المؤتمر الذي عُقد في اليومين الماضيين، ثلاثين من أبرز خبراء الموسيقى والمختصين بموسيقى الأعراق وعلم الإنسان والباحثين والدارسين معاً، من واحد وعشرين بلداً. وقال شريف الخازندار، مدير مشروع مركز العين في مقدمة الحفلة، انها الفعالية الأولى للمركز، والتي ستأخذ على عاتقها مهمة البحث في حقل الموسيقى وعلم موسيقى الأعراق وتشجعها وترعاها. وشكلت حفلة «هنا ينام قلبي» إحدى التظاهرات الرئيسة في افتتاح احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008» التي قدمت في قصر الحمراء الشهير في غرناطة في اسبانيا، لإضاءة التأثير الأندلسي على الموسيقى والشعر في بلاد الاسبان. وأشاد السفير الاسباني في أبو ظبي غونزالو دو بينتو بالحفلة. ورأى أن هذه المبادرات الثقافية تعبر عن الأواصر الكبيرة بين العرب والإسبان، وعن القرون الطويلة التي تعايشت الحضارتان فيها سوية في الأندلس، وأكد عزم إسبانيا على توسيع رقعة حضورها الثقافي.