تعاني سوق السيارات المستعملة من ركود، بعدما غاب المشترون وبقي العرض اعلى من الطلب «الضعيف»، وهو ما دفع الأسعار صوب الانخفاض بنحو 15 في المئة، وفق عاملين في السوق تحدثوا ل «الحياة».ووصف أحد تجار السيارات فهد السبيعي حال سوق السيارات المستعملة خلال الشهرين الماضيين بأنها الأسوأ خلال العام الحالي، وقال إنه لم يبع سوى سيارتين فقط في هذين الشهرين، في حين أنه خلال الفترة نفسها من العام الماضي باع على الأقل عشر سيارات. وقدر السبيعي الانخفاض في السعر بنحو 15 في المئة، وعزا ذلك إلى ضعف الطلب من جهة ونزول الموديلات الجديدة التي تخفض أسعار السيارات القديمة بنسب تتراوح بين 10 و15 في المئة في العادة. وأضاف أن هذه الخصومات بسبب الموديلات الجديدة تطاول أيضاً السيارات الحديثة الذي تتراوح الخصومات فيها بين 3 و5 في المئة، والبعض تتجاوز الخصومات فيها 8 في المئة. وبين أن موسمي الصيف والعيد يشهدان في العادة تذبذباً في المبيعات، ويزداد عرض السيارات الصغيرة والتي يملكها غالباً وافدون قرروا بيعها بعد انتهاء خدمتهم أو تمتعهم بإجازتهم السنوية، كما أن الطلب يرتفع على السيارات العائلية الكبيرة والمخصصة للسفر كسيارات الدفع الرباعي أو السيارات ذات الحجم الكبير «الصالون»، وأيضاً السيارات الفارهة بسبب موسم الزواجات خلال الصيف. وحول أسباب تراجع الطلب على السيارات المستعملة، قال السبيعي إن هناك كثيراً من الأسباب، من أهمها توالي المواسم التي أسهمت في تحميل الأسر الكثير من المبالغ مثل الصيف، ثم شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، ثم العودة للمدارس التي استهلكت الكثير من الأموال وأفقدت السوق الكثير من زبائنها. من ناحيته، قال صاحب أحد معارض السيارات مبارك الدوسري إن طرح موديل عام 2010 خلال فترة الصيف أسهم في اتجاه الكثيرين إلى شراء الجديد بدلاً من المستعمل، بخاصةً أن الكثير من العروض المغرية رافقت الموديلات الحديثة أو المتبقية من الموديلات السابقة، وقدمت المعارض للزبائن خصومات كبيرة من أجل التخلص منها. ولفت إلى انهم توقعوا أن يسهم قرار ايقاف استيراد السيارات التي صنعت قبل خمس سنوات في تنشيط السوق، إلا أن الوضع كان مختلفاً. وأضاف الدوسري أن سوق السيارات المستعملة عانت منذ فترة من الإغراق، جراء استيراد كميات كبيرة من السيارات من الخارج قبل صدور القرار، لافتاً إلى أن من يقوم بالاستيراد يبحث عن الربح السريع من دون الاهتمام بسلامة من يشتريها، داعياً إلى تكثيف الرقابة على السيارات المستوردة. أما المحرج (الدلال) قاسم علي، فتوقع أن تنشط السوق بشكل كبير بعد العودة إلى المدارس، إذ يحتاج الكثيرون إلى سيارات، ومن قام ببيع سيارته قبل الإجازة سيضطر إلى شراء أخرى في ظل عدم وجود نقل عام، مؤكداً أن من يعمل في السعودية يحتاج في إنجاز أعماله إلى سيارة. ويقول محمد الشغرود إنه وجد السيارة التي كانت يبحث عنها منذ أشهر بسعر منخفض عن المبلغ الذي رصده لشراء السيارة بنحو خمسة آلاف ريال وبمواصفات أعلى وهي في حالة ممتازة. وأوضح أنه حصل على صفقة مميزة في وقت قصير، وهو أمر كان صعب الحدوث في السابق، مرجعاً ذلك إلى إحجام الكثيرين عن الشراء في هذا الوقت، مشيراً إلى أنه لاحظ ضعفاً في الشراء خلال الفترة الأخيرة، على رغم توافر المعروض بمعدل كبير ومن مختلف الماركات والسنوات.