يقترب الموسم الدراسي من البدء، ولا تزال حاجات الحياة اليومية فضلاً عن الدراسية تشكل ثقلاً للمواطن السعودي فريح (36عاماً)، إذ لا يبقى من مرتبه الشهري سوى ألف ريال، يصرف منها على والدته وشقيقاته الثلاث وزوجته وأربعة من أبنائه. وفي الوقت الذي يتباهى الأطفال بما اشتروه لاستقبال الموسم الدراسي، لا يجد أطفال فريح ما يذكرونه، إذ لا يملك والدهم المال الكافي لشراء الملابس والمواد الغذائية، بعد أن أثقلت الديون كاهله، إضافة إلى أغراض أخواته الكبيرات اللاتي يحتجن إلى المال ولا يجدن أحداً غيره. يقول فريح «دائماً لا أجد ما أعطيه لأسرتي، فمعظم راتبي يذهب للديون التي تراكمت علي، وتبلغ 50 ألف ريال، لا يتبقى منها إلا ألف ريال أشتري بها حاجات البيت وأبقي جزءاً منه لبنزين السيارة». وأوضح أن دينه البالغ 50 ألف موزع على رجلين، «أحد الرجال سلفني 25 ألف ريال، على أن أسدد له شهرياً ألف ريال، وهو ما ينطبق على الدائن الآخر، لذا لا أستطع أن أطعم أهلي مما يتبقى من الراتب». وحول السبب الذي جعله يقترض من هؤلاء، أوضح فريح أن بيتهم القديم كان يعاني من خرابات كثيرة، ويحتاج إلى صيانة لكثير من أجزائه، «وهو ما جعلني أقترض المبلغ من زملائي هو الخرابات التي عمت البيت، وإشكالات الصيانة، إذ اضطررت إلى ترميم ما فسد حتى لا يزداد الوضع سوءاً». تكدر الحالة المادية نفسية فريح، إذ لا يجد مالاً ليفرح أفراد عائلته، فالهموم تثقل كاهله وطلبات أبنائه ومعاناة أخواته تحرجه، إضافة إلى انزعاج زوجته ووالدته من الحال التي يعيشون فيها، فهو يبذل كل ما بوسعه ليسدد الدين عن نفسه، لكن راتبه الضئيل يطيل مدة السداد، ويجعل أوضاع أسرته في معاناة لا يدرى متى تنتهي؟ وأضاف: «لا أتمالك دمعتي حينما يطلب مني أبنائي مالاً أو ألعاباً أو مكاناً ترفيهياً لنذهب له، فأنا لا أجد مالاً كافياً لذلك، ولا سيما أن الراتب لا يتبقى منه شيء»، وهذا ما دعا «فريحاً» إلى اللجوء إلى الصحافة هو ما رآه من حزن بالغ على محيا أهله، إذ تحشرجت الكلمات على لسانه وهو يتكلم عن حاله، ووصف وضعه الحالي قائلاً: «والله حالتي حالة ولا يعلم بها إلا الله»، راجياً أن يقف المحسنون معه حتى تنفرج غمته.