تجمعت 600 عائلة لتفعيل عادة القراءة الجماعية لمناسبة يوم العائلة العربية، والتي نظمتها مكتبة حكاية قمر بالقطيف. وهدفت الفعالية التي أقيمت في إحدى الحدائق بمحافظة القطيف إلى تنشيط حركة القراءة عبر فعاليات متنوعة بعيداً عن الروتين. وتعددت أركان الفعالية والتي تهدف نشاطاتها للقراءة والاهتمام بالكتاب عبر فعاليات متنوعة، واستقطب ركن «القراءة الجهرية» الحضور، إذ تتوقف جميع الأركان عند البدء لتجتمع كل العائلات ويقرأ أحد الآباء وهو الاختصاصي منير الشيخ قصة من اختيار المكتبة. وتنافس الأطفال في ركن «الأصدقاء يقرؤون لنا»، وهو ركن يقرأ فيه مجموعة من الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة قصصاً بين حين وآخر لزوار الفعالية. وعرّف ركن «زاوية مؤلف ورسام» الحضور بمجموعة من المؤلفين والرسامين المتخصصين بأدب الطفل، والذي يهدف إلى اهتمام الأهالي لهذا الجانب وتعريف صغارهم عند قراءة القصة، وهو يأتي تحت باب الامتنان لهما. وأجاب الكاتب حسن آل حمادة في «الركن الاستشاري» عن أسئلة الأهالي من الكبار والصغار حول صنع جيل قارئ، وتنمية موهبة الكتابة. وعزز ركن «أقرأ وأقيم» مفاهيم القراءة الناقدة، إذ يقرأ فيه الزائر كتاباً ليدلي برأيه فيه في ما بعد، إن أعجبه استحق الكتاب نجمة، بينما تبادل الأطفال في ركن «كتاب بكتاب» مع الحضور كتبهم، والذي يتم فيه استبدال أي كتاب للطفل بشرط أن يكون بحال جيدة وموضوعه مناسب بكتاب آخر. وعبّر الحضور عن أهمية القراءة في ركن «لماذا نقرأ»، وهي لوحة يسجل فيها الضيوف إجابتهم، ليبحثوا بداخلهم عن السبب الرئيس لاهتمامهم بالقراءة، بينما تناول ركن «أضف إلى مكتبتك» مجموعة من مبيعات الكتب من دور نشر عربية متنوعة والتي يمكن للزوار إضافتها لمكتبة أطفالهم. وجذب ركن «زاوية التصوير في لوحة الانستقرام» الأطفال الذين تسابقوا في التصوير. وأوضحت المديرة لحكاية قمر هاجر التاروتي أن الفعالية «تهدف لتفعيل عادة القراءة العائلية بطريق غير مباشر، فحتى الآن وعبر استقراء لعملاء المكتبة نرى بأن العائلة تهتم بالقراءة مع الأبناء ما دام طفلاً، وما إن يكبر لا تكون هناك جلسات قرائية مشتركة، عبر هذه الفعالية التي تقام لمناسبة يوم العائلة العربية ترميزاً لهذا الهدف». وأكدت التاروتي على أن القراءة تشغل الكثير من الأهالي وكثير منهم يطمح لترسيخها كعادة لدى أبنائهم، ويتجلى ذلك باهتمامهم بحضور أكثر أنشطة المكتبة ومتابعتها لكل جديد. وأشارت إلى اهتمام جيل الشباب بالكتاب، خصوصاً مع سهولة الحصول عليه عبر المتاجر الإلكترونية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، مشددة على أن يكون الاهتمام بمحتوى الكتاب أكثر من كونه الأكثر مبيعاً. وعن صناعة جيل قارئ شددت على أن صناعة القارئ تبدأ من الوالدين، ففاقد الشيء لا يعطيه، إضافة إلى أهمية البدء بذلك من الصغر، وذلك يحتاج إلى إرادة ولا يخص القراءة لوحدها. وقالت: «كيف يمكن صناعة قارئ وأنت تشكو تعلقه بالإيجاد والإلكترونيات أمامه وكأنك تقول بأني فقدت الأمل بك». ونوّهت إلى أنه لا يوجد طفل لا يحب القراءة، مطالبة بالبحث عن السبب، فقد يكون كتاب غير مناسب أو قراءة غير مناسبة، جعلت الطفل يعيش تجربة قراءة فاشلة فوأدت رحلته مع الكتاب منذ البداية، مبينة أن النشء الحالي يهتم بكسر الروتين «فكلما أكسبت العائلة اجتماعاتها بعادات جديدة كلما ازدادت العلاقة بينها وأبعدت هاجس الضجر الذي يرافقهم، فالقراءة منفذ رائع لمن اكتشف سرها».