عشية تشييع المراهق الاسود مايكل براون الذي قتله ضابط شرطة أبيض، شهدت مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري الاميركية تظاهرتين متنافستين، إحداهما تطالب بإنصاف براون والثانية بدعم الشرطة. تزامن ذلك مع تظاهر آلاف في نيويورك، احتجاجاً على وفاة إريك غارنر، وهو رب أسرة اسود، خلال اعتقاله الشهر الماضي. وشارك في تظاهرة تطالب بمحاكمة الشرطي، تريسي مارتن والد تريفور مارتن الفتى الاميركي الافريقي الاعزل الذي قُتل بالرصاص في فلوريدا عام 2012. لكن الشرطة أعلنت أنها الليلة الأكثر هدوءاً خلال اسبوعين من احتجاجات عرقية في فيرغسون، شهدت عنفاً. وعبّر المحتجون عن غضبهم من الرد القاسي للشرطة على التظاهرات، بعد استخدامها معدات تم شراؤها بموجب برامج فيديرالية من الجيش الاميركي. وأمر الرئيس الاميركي باراك أوباما بالتحقّق مما «اذا كانت هذه البرامج ملائمة» والتدريبات على المعدات كافية وهل ان الاشراف الفيديرالي عليها كان كافياً. كما أعلن البيت الأبيض أن ثلاثة من مساعدي أوباما، سيشاركون في تشييع براون اليوم. وقالت ساندرا فايفر: «اذا استمعت الى الموسيقى التي احب على صوت عالٍ، او نظمت حفل شواء مع اميركيين افارقة، يطلبون منا وقف ذلك». وسألت: «لماذا؟ بما نختلف عنهم». لكن لورا التي ارتدت قميصاً يحمل صورة الضابط دارن ويلسون الذي قتل براون، اعتبرت أن «لا إمكان لمحاكمة عادلة، اذ ان (الشرطي) حوكم من وسائل الاعلام والجمهور الذين أتاحوا لانفعالاتهم بالتغلب على المنطق». وأضافت: «اذا لم نقف مع شرطيينا ولم ندافع عن حقوقنا، فإن الامور ستسوء». وفي نيويورك، قاد زعيم الحقوق المدنية آل شاربتون، وهو قس اسود، آلافاً تظاهروا في ستاتن آيلند احتجاجاً على وفاة إريك غارنر. شاربتون الذي كان برفقة أرملة غارنر وعدد من اولاده، اضافة الى حاكم نيويورك السابق ديفيد باترسون وزعماء آخرون لحركة الحقوق المدنية، قال أمام الحشد في الحي حيث توفي غارنر: «لسنا هنا من أجل الشغب، بل لأن عنفاً حدث». وأشار الى أن المسيرة هي ردّ أيضاً على مقتل براون، قائلاً: «لن يبكوا وحدهم». اما ارملة غارنر فقالت: «لنخرج في مسيرة سلمية ونحقّق العدل لزوجي، لئلا يحدث هذا الأمر لأي شخص آخر». وتحدثت شقيقة غارنر، مشددة على ان المسيرة ليست ضد الشرطة، بل ضد وحشية الشرطة والعنف في شكل عام. وتابعت: «يجب أن نتوقف عن قتل بعضنا وعن كراهيتنا لبعضنا». وكان شريط فيديو صوّره هاوٍ أظهر شرطياً أبيض يضغط على عنق غارنر (43 سنة)، وهو بدين ويعاني من ربو يُشتبه بأنه كان يبيع سجائر في شكل غير مشروع. وشكا غارنر اكثر من مرة من انه لا يستطيع التنفس، قبل ان يغيب عن الوعي وتُعلن وفاته في مستشفى، علماً انه والد لستة أولاد. وهتف متظاهرون «لا استطيع التنفس» ورفعوا لافتات كُتب عليها «حياة السود ليست رخيصة»، فيما طالبت أخرى ب «العدالة» لغارنر وبراون وبتوقيف الشرطي دانييل بانتاليو الذي شدّ على عنق غارنر.