سعى وزير العدل الأميركي إريك هولدر خلال زيارته بلدة فيرغسون في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري، الى نزع فتيل توتر عرقي منذ قتل ضابط شرطة أبيض مراهقاً أسود، إذ روى معاناته الشخصية مع العنصرية في الولاياتالمتحدة. وساد هدوء خلال زيارة الوزير، إذ أعلنت الشرطة توقيف 6 أشخاص فقط، الأربعاء، في مقابل 47 الثلثاء. كما امتنع المتظاهرون عن رشق أشياء أو إطلاق النار. وقال هولدر إنه يأمل من زيارته، وهي بتكليف من الرئيس باراك أوباما، أن «يكون لها أثر مهدئ في البلدة» التي تشهد يومياً احتجاجات منذ مقتل المراهق مايكل براون في 9 من الشهر الجاري. وتحدّث هولدر، وهو من أصل أفريقي، إلى سكان في البلدة وجلس مع بعضهم أو صافح آخرين وعانق عدداً منهم. وأبلغ مسؤولين محليين أن «مدعين عامين سيجرون تحقيقاً لا لبس فيه» لتبيان هل أن الشرطي الذي قتل براون، تصرّف بدوافع عنصرية. وطلب من «مواطني فيرغسون الذين يعبّرون بسلمية عن حقهم في التظاهر، الانضمام إلى أجهزة الأمن في مكافحتها مرتكبي النهب والتخريب وجميع الساعين الى زرع بذور الفتنة وتأزيم الوضع». هولدر الذي التقى أيضاً عائلة براون ومحققي مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ومحافظ ميسوري جاي نيكسون والنقيب في الشرطة رون جونسون المكلف حفظ الأمن، أعرب عن «أمله في أن تمنح هذه الزيارة الثقة للسكان بأن حكومتهم الفيديرالية قامت باللازم». وروى لسكان كيف أوقف مرتين على طريق سريع في نيوجرسي، لاتهامه بالسرعة في قيادة السيارة. وأضاف أن الشرطة فتشت سيارته، وبحثت تحت الصندوق والمقاعد. وتابع: «أذكر كيف كان ذلك مهيناً، وكيف كنت غاضباً وتأثير الأمر فيّ». وأشار إلى أن سيارة للشرطة سألته في واشنطن، فيما كان يركض مع قريب له للوصول في وقت مناسب الى السينما، وسألهما شرطي: «الى أين أنتما ذاهبان؟»، ولفت الى كان حينذاك «مدعياً عاماً فيديرالياً، لا صبياً». في غضون ذلك، بدأت هيئة محلفين في سانت لويس درس قضية براون، لتحديد هل هناك ما يستدعي إطلاق ملاحقات قضائية في حق الشرطي الذي قتله. في الوقت ذاته، أعلن محامو عائلة براون أنه شيُشيّع الإثنين المقبل، مشيرين إلى أن المشاركة ستكون «عامة» بإشراف «قياديين وطنيين». وستُسلّم العائلة أكثر من مئة ألف دولار، جُمِعت عبر موقع إلكتروني لتمويل الجنازة. الى ذلك، أعلنت الشرطة تجميد مهمات شرطي بسبب تصرّف «غير ملائم»، بعدما صوّب فوهة بندقيته في اتجاه «متظاهر سلمي».