علقت الكاتبة السعودية بدرية البشر على خروجها من الجائزة العالمية للرواية العربية بأنها لا تعرف الدكتور عبدالله إبراهيم، أحد أعضاء لجنة التحكيم، ولا تتذكر أن لرئيس اللجنة الدكتور سعد البازعي أي اهتمام بالرواية ونقدها، «لا أعرف أحداً سوى المغربية زهور إكرام، أما سعد البازعي فلم أعرف من قبل أن له علاقة بقراءة الرواية العربية ونقدها». وأوضحت خلال اتصال هاتفي مع «الحياة» أنها تأمل بأن «تتخلص هذه الجائزة من بعض الملاحظات المتكررة عليها، كالتحيز السياسي لقضايا معينة، أو إقليمياً إذا ما لاحظنا وجود محكمين ينتمون إلى البلد نفسه، الذي ينتمي إليه بعض المرشحين لنيل الجائزة ضمن القائمة القصيرة، وربما هناك عوامل تتضح لاحقاً أثرت في أسماء تأتي من بلدان أقل تجارب في كتابة الرواية كاليمن والسودان مثلاً». وقالت إن اختيار القائمة القصيرة مسألة «لا علاقة لها بالمناطقية ولا التحيز إلى أسماء من بلد من دون آخر، فما يظهر لنا بداية هو عملية تنافس أدبي شأنه شأن أي تنافس آخر، أما ما يحدث داخل لجان التحكيم أو ما يتعلق بعملية اختيار المحكمين، فهو شأن داخلي له علاقة بتنظيم الجائزة، وليس من المنطقي في اللحظة الحالية تحديداً وضع تصور أو كتابة رأي حيال ما توصلت إليه اللجنة من أسماء للقائمة القصيرة». وحول استبعاد روايتها «غراميات شارع الأعشى» من القائمة القصيرة، وما إذا كان وجود محكمين من بلد معين له تأثير في حضور أكثر من اسم ينتمون إلى البلد نفسه، كما هو حاصل في هذه الدورة، فعبدالله إبراهيم عراقي وحضر اسمان عراقيان في القائمة، وزهور كرام مغربية عضو في اللجنة، ومعها أيضاً حضر كاتبان مغربيان؟ قالت البشر ل«الحياة»: «على من يخسر أن يتقبل خروجه بكل حياد، ولا يشكك في أية نزاهة، ولا أخفيك أن كل روائي يأمل بأن يكون تحت الضوء، وجائزة البوكر سجلت حضورها، وتعتبر دفعة كبيرة جداً لأي كاتب، لكن في مثل هذه اللحظة لا بد أن أكون إيجابية في الحكم». وأضافت: «أنا متأكدة أن الأعمال المختارة جيدة، وتستحق المنافسة، فمنذ إعلان القائمة الطويلة، وجدت أن الأسماء محل تنافس كبير، وكنت أثق بأن الأسماء قوية، وسيكون الاختيار منها للقائمة القصيرة صعباً جداً». وحول أهمية هذه الجائزة لها حالياً، ومدى انتظارها للحضور في القائمة القصيرة، أوضحت أنه لا شك في أنها تتمنى حظاً أوفر «وهذه الجائزة كانت ستقدم لي حافزاً كبيراً في الوقت الحاضر لو تمكنت من التجاوز للمرحلة التالية، وبالتأكيد هذا الأمر يتوقف على إيماني بأهمية الفوز بجائزة البوكر حالياً، بينما ربما بعد أعوام لا تهمني، فمثلاً الروائي البيروني ماريو فارغاس يوسا حين وصل إلى نوبل قال ما الفائدة أن أصل الآن؟»، مشيرة إلى أنها يومياً تتسلم جائزة كلما كتب لها قارئ جديد: «إنني أشعر وأنا أقرأ بأنني أعيش أو عشت في شارع الأعشى». يُذكر أن هذه الجائزة وفي كل دورة جديدة لها تشهد سجالاً كبيراً بين الأدباء من روائيين ونقاد عند إعلان أسماء القائمة القصيرة، وعادة ما يكون الاستفهام حول قائمتها القصيرة نتيجة لاستبعاد الأسماء الكبيرة في الرواية العربية، أو من كان يرجح دخوله هذه القائمة، خصوصاً بعد اختيارها ضمن القائمة الطويلة، ولم تخل الجائزة في دورتها الحالية من تغييب تلك الأسماء كواسيني الأعرج وإبراهيم عبدالمجيد وإسماعيل فهد إسماعيل والسوداني أمير تاج السر والفلسطيني إبراهيم نصر الله، إلاّ أن اتجاهات لجنة التحكيم حسمت هذه الدورة، بما تراه من أسماء تستحق في رأيها هذه الجائزة في قائمتها القصيرة.