عاد الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى كييف، غداة إجرائه محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «في الملعب» الذي استضاف حفلة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي جنوبروسيا. ولم تسرب معلومات عن المواضيع التي بحثها الرئيسان حول ازمة اوكرانيا المستمرة منذ اكثر من شهرين، فيما اتهمت المعارضة يانوكوفيتش بأنه قصد سوتشي للتشاور مع بوتين في شأن رئيس الحكومة الأوكراني المقبل. وقال ناطق باسم الرئاسة الاوكرانية: «تحدثا في الملعب، ولم يعقدا لقاء رسمياً، إذ لم يكن ذلك مقرراً في برنامج زيارة يانوكوفيتش لسوتشي». وأكد ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين هذه المعلومات. ويبدو ان روسيا تنتظر تطورات المشهد السياسي في اوكرانيا التي استقال رئيس وزرائها ميكولا ازاروف أخيراً، كي تدفع القسم الثاني من مساعدتها المالية البالغة 15 بليون دولار لكييف المهددة بالتخلف عن سداد مستحقات. وصرح وزير المال الروسي انطون سيلوانوف بأن بلاده «ستلتزم تعهدها تقديم القسم الثاني من القرض، لكن المبلغ لم يخصص بعد في انتظار تسديد اوكرانيا 2.7 بليون دولار تدين بها لموسكو في مقابل مبيعات غاز». وأضاف: «كان ينبغي ان تسدد اوكرانيا قيمة الغاز نهاية كانون الثاني (يناير)، لكنها لم تفعل». وفي مؤشر لتزايد الضغوط الروسية، اعلنت غرفة تجارة لوغانسك شرق اوكرانيا التي تقع في المعقل الانتخابي ليانوكوفيتش احتجاز الجمارك الروسية شحنات من مواد غذائية وفحم منذ الخميس. وليس جديداً استخدام موسكو هذه الوسائل، ففي آب (أغسطس) عرقلت الجمارك الروسية مرور غالبية البضائع الأوكرانية الى روسيا في أوج مفاوضات حول اتفاق شراكة بين كييف والاتحاد الأوروبي. واعلن الاوروبيون اخيراً انهم يعدّون مساعدة اقتصادية لأوكرانيا، لكنها لن تعادل ما تقدمه روسيا، وستكون مشروطة باصلاحات قد يكون تطبيقها صعباً، بحسب ما اكدت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وخفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني الدرجة السيادية لأوكرانيا من «بي ناقص» الى «سي سي سي»، وأرفقت تقديراتها بتوقعات سلبية بسبب تفاقم الازمة السياسية في البلاد، حيث فرض المصرف المركزي قيوداً على شراء عملات اجنبية للحدّ من تراجع سعر العملة المحلية. على صعيد آخر، اعلنت اجهزة الاستخبارات الاوكرانية ان المواطن الذي حاول ليل أول من أمس خطف طائرة تركية الى سوتشي يجري التحقيق معه بتهمة «التهديد بارتكاب عمل ارهابي». واوضح مكسيم لينكو، رئيس دائرة التحقيقات في اجهزة الاستخبارات الاوكرانية، ان الخاطف المزعوم دخل قمرة قيادة الطائرة التي توجهت من خاركيف الاوكرانية الى اسطنبول، وهتف: «لنتجه الى سوتشي حيث يوجد بوتين ويانوكوفيتش الملطخة يداهما بالدماء»، كما طلب «إطلاق جميع الرهائن في اوكرانيا، مهدداً بتفجير الطائرة في حال لم يحصل ذلك». واشار لينكو الى ان الخاطف اشترى تذكرة السفر في اليوم ذاته من مطار خاركيف. وهو يواجه عقوبة السجن 10 سنوات وفق القانون الاوكراني، علماً ان تفتيش الطائرة لم يظهر وجود اي متفجرة او سلاح داخلها.