أحكم المسلحون الحوثيون أمس سيطرتهم على معاقل آل الأحمر في منطقتي الخمري وحوث في محافظة عمران، شمال اليمن، بعد معارك ضارية خلال الأيام الأخيرة سقط فيها أكثر من مئة قتيل. كما أقدموا على تفجير منزل للأحمر في المنطقة وسط أنباء عن احتشاد جديد للقبائل في محاولة لخوض معركة مصيرية قد تشهدها الساعات المقبلة. وفيما كشفت السلطات أنها أحبطت محاولة لتفجير المقر الحكومي في محافظة الضالع جنوب البلاد بواسطة شاحنة مفخخة، أكد وزير الخارجية أبوبكر القربي أن بلاده تبذل جهوداً متواصلة لمحاولة إطلاق سراح ألماني خطف قبل يومين. وكان رجال قبائل اتصلوا هاتفياً بصحافيين لإبلاغهم أنهم يحتجزون الألماني في محافظة مأرب معقلهم في وسط اليمن، مطالبين بالإفراج عن اثنين من أقاربهم يقولون إنهما احتجزا من دون توجيه اي تهم اليهما. وقالت مصادر محلية إن الحوثيين حشدوا مئات المقاتلين، وشنوا هجوماً واسعاً استمر ليل السبت - الأحد على معاقل آل الأحمر الذين يتزعمون قبائل حاشد، وتمكنوا من السيطرة على منطقة الخمري ومدينة حوث بالكامل. وأضافت المصادر «أن مقاتلي القبائل انسحبوا من مواقعهم تحت القصف العنيف للحوثيين إلى جنوب مدينة حوث في منطقة عجمر في انتظار أن يعيدوا ترتيب صفوفهم لخوض معركة مصيرية مع الحوثيين الذين نسفوا بالديناميت، بعد دخولهم الى منطقة الخمري، منزل الأحمر». واتهم مقاتلو حاشد الشيخ حسين الأحمر بخذلانهم وعدم مدهم بالذخائر، في حين تضاربت الأنباء عن مصير شقيقه نائب رئيس البرلمان اليمني حمير الأحمر الذي كان يشارك في المعارك، إلا أن مصادر أكدت نجاته بعدما أفلت من قبضة حصار حوثي فجراً، والتحق بأشقائه الآخرين الذين فروا إلى مديرية خمر. وفي ظل غياب إحصاء طبي عن حصيلة ضحايا المعارك في الأيام الثلاثة الأخيرة، اعربت مصادر محلية عن اعتقادها بأن أكثر من مئة شخص لقوا حتفهم، إضافة إلى اصابة المئات من الجانبين، بينهم قادة حوثيون ميدانيون وزعماء قبائل موالون لآل الأحمر. وتزامنت هذه المعارك مع توغل حوثي في منطقة أرحب القريبة من صنعاء واندلاع المعارك مع قبليين موالين للسلفيين ولحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) بقيادة البرلماني منصور الحنق. وقالت مصادر محلية إن هدوءاً نسبياً عم أمس جبهة أرحب غير أن الوضع مرشح للانفجار في أي لحظة، وسط مخاوف من أن يمتد إلى صنعاء التي تضم أحياء ذات غالبية حوثية في شمالها، بجوار أحياء أخرى يسيطر عليها آل الأحمر. على صعيد أخر، قالت السلطات إن «الحراسة العسكرية والأمنية المكلفة بحماية المجمع الحكومي بمحافظة الضالع جنوب البلاد تمكنت من إحباط محاولة تفجير المجمع والهجوم عليه من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون في المحافظة» بواسطة شاحنة مليئة بالمتفجرات المصنوعة من مادة «تي إن تي». ونقلت المصادر الحكومية عن مسؤول محلي «أن حراس المجمع الحكومي فجروا الشاحنة قبل اصطدامها بالمبنى من دون سقوط ضحايا وأن الهجوم كان يهدف الى تأجيج الوضع وتحقيق مصالح رخيصة على حساب الوطن ومكتسباته ووحدته». إلى ذلك أحالت النيابة في صنعاء أمس ستة من عناصر تنظيم «القاعدة» على المحاكمة بعدما اتهمتهم بقتل ديبلوماسي سعودي ومرافقه اليمني واختطاف سويسرية ونهب مبالغ مالية من أحد المصارف وسرقة عدد من السيارات.