استمرت المعارك الضارية أمس بين الحوثيين ومسلحي قبائل حاشد في محافظة عمران وسط أنباء عن تقدم حوثي في اتجاه معاقل آل الأحمر في منطقة الخمري إثر انضمام المئات من أنصارهم إلى جبهة القتال. وفجر مسلحون قبليون أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط في مأرب ما أدى إلى توقف ضخ الخام، وفرقت قوات الأمن تظاهرتين منفصلتين في العاصمة الأولى تطالب بإسقاط الحكومة والأخرى بإلغاء اتفاق بيع الغاز اليمني. وجاءت هذه التطورات بعد جمعة دامية قتل فيها أكثر من 18 جندياً وسط حضرموت (شرق) جراء هجوم لمسلحين يُعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة»، كما سقط أكثر من 60 مسلحاً في احتدام القتال بين الحوثيين وقبائل حاشد الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) في مناطق حوث وخيوان وديان. وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن مئات المسلحين الحوثيين انضموا الى المعركة في جبهة حوث، ما مكَّنهم من كسر زحف القبائل فجر أمس والسيطرة على مواقع استراتيجية تطل على منطقة الخمري، حيث معقل آل الاحمر الذين يتزعمون الحرب ضد الحوثيين، في ظل قصف بالمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة». وأكد الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات أمس، أنهم حققوا تقدماً على الأرض وسيطروا «على موقعين يُطلان على منطقة الخمري بشكل مباشر والاستيلاء على كميات من الأسلحة والسيارات العسكرية التي تم صرفها لمقاتلي الأحمر من معسكر القشيببي» وهو قائد عسكري مقرب من آل الأحمر وينتمي الى قبائل حاشد. وفي جبهة أرحب القريبة من صنعاء شمالاً (35 كلم)، أكدت مصادر محلية ل «الحياة» فشل جهود الوساطة الحكومية الساعية لوقف القتال بعد رفض مسلحي القبائل أي وجود للحوثيين في منطقتهم. وأصدر رجال القبائل بياناً ناشدوا فيه وزارة الصحة بانتشال جثث الحوثيين الملقاة في محيط جبل الشبكة منذ أيام، مؤكدين أنها بدأت تتعفن ويمكن أن تتسبب في أضرار صحية لأبناء المنطقة. في غضون ذلك فجر مسلحون قبليون أمس أنبوب تصدير النفط الذي ينقله من حقول مأرب إلى ميناء «رأس عيسى» على البحر الأحمر، ما أدى إلى توقف الإنتاج، وقالت مصادر محلية إن التفجير وقع في منطقة حباب التابعة لمديرية صرواح في مأرب، وأدى إلى اندلاع النار بكثافة على خلفية مطالب لأبناء المنطقة رفضت الحكومة تلبيتها». والتفجير هو السادس الذي تتعرض له أنابيب النفط هذا العام، مقارنة بنحو أربعين العام الماضي، غالبيتها في محافظة مأرب، في حين تقول السلطات إن هذه الاعتداءات المتكررة كبدت خزينة الدولة أكثر من ستة بلايين دولار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.