بيتسبرغ (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - اعتبر الأوروبيون في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بيتسبرغ أمس، أن المفاوضات الدولية من اجل التوصل إلى اتفاق جديد حول انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري قد لا تفضي إلى نتيجة في قمة كوبنهاغن خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وبعد أيام على قمة أولى حول المناخ عقدت في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، يدرس قادة الدول الملوثة الكبرى في العالم وبينها الولاياتالمتحدة وروسيا مجدداً، سبل التوصل إلى اتفاق جديد لضبط انبعاثات غازات الدفيئة. وعلى رغم التعهدات الجديدة التي قطعتها اليابان والصين في نيويورك للحد من الانبعاثات، فإن التشاؤم يخيم في أوساط الأوروبيين الذين يستضيفون اجتماع السابع والثامن من كانون الأول. وقال رئيس الوزراء الفنلندي فريدريك راينفلت الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، مبدياً استياءه: «المفاوضات تتباطأ ولا تسير في الاتجاه الصحيح، نحن قلقون جداً حيال ضرورة تسريعها». وعبرت المستشارة الألمانية انجيلا مركل عن التشاؤم ذاته ولو أنها أقرت قبل أن تغادر برلين إلى بيتسبرغ، ب «حصول تقدم بخاصةٍ من الصين واليابان، خلال اللقاء في الأممالمتحدة مع (الأمين العام للمنظمة الدولية) بان كي مون». وتابعت «لكن حين انظر في العمل المتبقي لنا قبل قمة كوبنهاغن، لا يمكن الشعور بالسرور». وهذا ما يحمل مراقبين على عدم توقع تقدم مهم حول المناخ في قمة بيتسبرغ، ولو أن هذا الموضوع مدرج على جدول أعمالها. ووعد الرئيس الصيني هو جينتاو بخفض تزايد انبعاثات غازات الدفيئة «بشكل كبير» في بلاده بحلول سنة 2020 مقارنة بمستواها في 2005. وتعهد رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما بتكثيف جهوده في هذا الصدد. أما رئيس وزراء أستراليا كيفن راد الذي ابرم بروكوتول كيوتو فور تولي مهماته عام 2007، فأعلن أن الجميع متفق على ضرورة التوصل إلى معاهدة جديدة، ولو مع ضرورة إجراء «مساومات كبرى». وشدد راد متوجهاً إلى طلاب في جامعة «كارنيغي ميلون» على هامش قمة بيتسبرغ، على ضرورة اعتبار اتفاق في شأن المناخ بمثابة عامل معزِّز للنمو العالمي، ما يستوجب إدراجه على جدول أعمال القمة. وأضاف: «يكمن التحدي الذي نواجهه، إلى جانب تجنب حصول أزمة جديدة، في تحقيق النمو الاقتصادي وتأمين وظائف المستقبل، إذ لم يعد في وسعنا الوثوق بالنموذج السابق القائم على الاستهلاك والاقتراض».