عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس في القصر الجمهوري مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة التطورات السياسية والحكومية. وكانت الكتلة في اجتماعها الاسبوعي ليل اول من امس، خلصت في بيانها الى وجوب «تشكيل الحكومة لأن الأمر لا يحتمل المزيد من التأجيل والمراوحة، وفق القواعد التي سبق ان حددتها الكتلة ومن ضمنها رفض وجود الثلث المعطل الظاهر أو المضمر او اي معادلات سياسية تثقل البيان الوزاري وتعطل الدولة وتتعرض للسيادة، اضافة الى التمسك بتطبيق مبدأ المداورة الشاملة والدائمة في الحقائب، بما في ذلك ضرورة ان يتضمن بيان الحكومة الالتزام بإعلان بعبدا الذي أجمعت عليه طاولة الحوار»، مجددة مطالبتها «حزب الله بسحب مقاتليه وميليشياته من سورية». والتقى سليمان الوزير غازي العريضي وعرض معه مشاورات تشكيل الحكومة. وفي سياق المواقف من مسألة التشكيل، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور ان «لا اتفاق حتى الآن في الموضوع الحكومي»، مشيراً الى انه «كان من المفترض الا ندخل في هذه المعمعة خصوصاً ان البلاد تمر بأحرج الظروف»، محملاً جميع القوى مسؤولية «التأخر حتى هذا الوقت في التأليف». وقال لإذاعة «صوت لبنان» أنه «لا يمكن ان نتكهن في الأزمة الوزارية التي بات عمرها عشرة أشهر وما زلنا نراوح مكاننا من خلال الأرقام وتوزيع الحقائب، ومع الأسف ما زلنا في الدوامة ذاتها، ولا يزال بعض الفرقاء يتحدث عن عزل فريق سياسي، وهذا لا يجوز والرئيس نبيه بري يدعم فكرة المداورة على ان تشمل كل الحقائب من دون استثناء»، وقال ان «من ينتظر ان تنجز هذه الحكومة الكثير هو واهم، خصوصاً ان مهماتها ستنتهي بعد ثلاثة اشهر».واعتبر «ان النكايات السياسية باتت مرفوضة». وأثار عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب في تصريح الى وكالة «الانباء المركزية» موضوع المداورة واكد «ضرورة عقد لقاء مباشر بين الرئيس المكلف التأليف تمام سلام ورئيس التكتل ميشال عون للاتفاق على النقاط التي تحول دون اتمام عملية التأليف»، مشيراً الى «ان هذا اللقاء يوضح النقاط العالقة كافة في الشأن الحكومي وهو افضل من الكلام الذي نسمعه بالواسطة»، مشيراً الى «ان ثمة كلاماً رسمياً وغير رسمي يتداول حالياً في كيفية توزيع الحقائب الوزارية». وأمل ب «ان تتغير آلية التأليف من الحديث الصحافي الى الكلام الجدي المباشر بين المعنيين». واكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي في احتفال تأبيني «حرصنا على تعزيز الوحدة الوطنية في لبنان وصيانة الطبيعة التوافقية للنظام اللبناني الإستثنائي الخاص انطلاقاً من قضية المقاومة، فلبنان له ديموقراطيته الخاصة التي تسمى بالديموقراطية التوافقية والتي لا تقوم على أكثرية العدد، وإنما تقوم على التوافق، وهذا ما ينص عليه الدستور، ولذلك فمنذ اللحظة الأولى دعونا إلى قيام حكومة جامعة على أساس التوافق الوطني، وتعاملنا بإيجابية تامة مع المساعي الهادفة إلى تشكيل الحكومة التوافقية الجامعة، وقدمنا ما يلزم من تسهيلات لتشكيلها، ونقول اليوم إننا ما زلنا مقتنعين بضرورة تحقيق التوافق الوطني من أجل تشكيل الحكومة الجامعة، ولا أولوية تتقدم على أولوية توحيد اللبنانيين في صيغة حكومية تمكنهم من مواجهة التحديات التي تقف أمامهم». وحض نائب «حزب الله» على «مواصلة السعي التوافقي لإقامة هذه الحكومة»، قائلاً: «أبدينا في ما مضى استعدادات لتقديم التضحيات من أجل الدفاع عن بلدنا، ونحن في المقابل أيضاً حاضرون لتقديم ما يلزم من أجل أن تشعر المكونات السياسية والاجتماعية اللبنانية بأنها حصلت على حقها المشروع في صيغة الحكومة التوافقية الجامعة، والسبيل إلى تشكيل هذه الحكومة لا يزال قائماً». وأكد أن «العقبات يمكن تذليلها إذا التزم المعنيون قواعد التأليف على أساس اتفاق الطائف وليس ما قبله، لذلك فإن التمثيل العادل لا يكون من خلال التسليم بتشكيل الحكومة إلى هذا الفرد أو ذاك من المعنيين بتشكيل الحكومة، وإنما يتم من خلال الحوار الإيجابي المتبادل بين المعنيين بتشكيل الحكومة جميعاً من رئيس مكلف أو من قوى سياسية تعبر عن قواعدها الشعبية، وليس الحوار من طرف واحد، ولذلك لا بد للحوار من أن ينطلق وأن يكون بلا وسائط، وبالتالي فإن ثمة لزوماً لأن يتقدم الحوار بين الرئيس المكلف وبين «التيار الوطني الحر» بما يؤدي إلى تذليل العقبات التي تحول دون قيام الحكومة الجامعة». وعبر عضو «تكتل التغيير والاصلاح» نعمة الله أبي نصر، عن رفضه «أن تعود آلية تشكيل الحكومة إلى ما كانت عليه في عهد الوصاية السورية، حيث كانت القرارات المصيرية يحبل بها في الشام وتولد في بيروت».وحمل الجميع مسؤولية التأخير في الموضوع الحكومي، معتبراً ان «تشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل مختلف الأفرقاء بداية حل»، ومشجعاً المداورة، لكنه استغرب «التعاطي معها كأولوية في هذه المرحلة عشية تشكيل حكومة لن تعيش أكثر من شهرين». ودعا الى «تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة قادرة على أن تفاوض سلطات الأمر الواقع في سورية لإيجاد حل جذري لظاهرة النزوح السوري الى لبنان». وفي باريس التقى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، وجرى التوافق، في ملف تشكيل الحكومة، على ضرورة «عدم المساومة في إدراج إعلان بعبدا في البيان الوزاري وضرورة شطب ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة». وتطرق البحث إلى انتخابات رئاسة الجمهورية وضرورة إتمام الاستحقاق في موعده وضمن المهل الدستورية المنصوص عليها ومنع الوصول إلى الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، من خلال «الضغط على كل الكتل النيابية من أجل حضور جلسة انتخاب الرئيس».