لم يطرأ جديد على المشاورات الجارية لتشكيل حكومة جامعة والتي تكاد تراوح مكانها لولا تواصل الوزير وائل أبو فاعور بتكليف من رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام الذي التقاه مساء أمس، فيما يستمر «حزب الله» في مساعيه لتذليل إصرار رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على أن تعطى له حقائب وزارية أساسية أبرزها الطاقة. وقالت مصادر سياسية مواكبة للمشاورات الجارية ل «الحياة» إن «المرحلة الثانية من المشاورات ما زالت عالقة عند العماد عون». وأكدت أن «استبعاد ولادة الحكومة كما كان مقرراً نهاية هذا الأسبوع يعود إلى وجود رغبة في تمديد الفرصة لحزب الله لعله ينجح في إقناع حليفه بأن يعيد النظر في موقفه لمصلحة إنتاج حكومة جامعة». ولفتت المصادر إلى أن مسألة معالجة تصلب عون وإن كانت متروكة لحزب الله فإن عامل الوقت يبقى ضرورياً لأنه من غير الممكن الانتظار طويلاً. وقالت: «إن هناك رغبة في عدم استعجال حرق المراحل لتفادي إحراج الأخير، لكن سيأتي الوقت المؤاتي لحسم الموقف من مسألة تشكيل الحكومة». وعرض رئيس الجمهورية أمس مع كل من الوزير السابق سليم ورده والنائب السابق أنطوان أندراوس للأوضاع السياسية والحكومية الراهنة. وأشار وزير الثقافة غابي ليون إلى أن «موضوع حكومة الوحدة الوطنية هو مطلب لتكتل «التغيير والإصلاح»، ونحن أيدنا صيغة 8-8-8 التي تم الاتفاق عليها، مع العلم نحن كنا مع صيغة 10-10-10، وقدمنا التنازل من أجل المصلحة الوطنية». وأوضح أن «التوافق الذي حصل طريق صحيح لتأليف حكومة ولانتخاب رئيس قوي للجمهورية». ولفت إلى أن «إقصاء المسيحيين من تشكيل الحكومة غير مقبول كما حصل في عام 2005»، وأكد أن «التكتل هو من أطلق فكرة المداورة في الحقائب، إلا أن المداورة مشبوهة في هذه الفترة القصيرة». واعتبر عضو «جبهة النضال الوطني» النائب أكرم شهيب أن «الاتصالات حثيثة للتوصل إلى حل لمشكلة الحقائب»، آملاً «وعي الجميع لتذليل العقبات». ولفت عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب فريد الخازن إلى أن «التحالف الرباعي غير المعلن لا يمكن أن يمر اليوم»، مؤكداً أن «من يعتبر من الحلفاء وغيرهم أننا ب «الجيبة» مخطئ ولديه خطأ بالتقدير». وقال: «لدينا لوم كبير على حلفائنا لعدم التنسيق والتشاور معنا حول ملف تشكيل الحكومة، وكأننا لسنا موجودين وهذا أمر غير مقبول». وأشار عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري إلى أنه «حين فُتح الأفق مجدداً في اتجاه تشكيل الحكومة، فُتح بعد الاتفاق على ثلاثة أمور أساسية هي» لا ثلث معطلاً، تطبيق مبدأ المداورة، حق رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالفيتو من دون شوائب». وأوضح أننا «لسنا معنيين في الحوار الذي يدور في المقلب الآخر لإقناع العماد عون بما اتفقنا عليه لتشكيل الحكومة»، وقال: «نفضل أن يتم إنجار تشكيل الحكومة وفق صيغة 8-8-8». وأكد حزب «الوطنيين الأحرار» في بيان بعد اجتماع المجلس الأعلى للحزب برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون، أنه «تستحيل المشاركة في حكومة جامعة إلا على قاعدة ثلاثية ذهبية وهي التزام حزب الله الانسحاب من سورية بالتزامه إعلان بعبدا بما فيه الحوار للتوصل إلى إستراتيجية وطنية للدفاع، وتكريس مبدأ المداورة في تولي الحقائب الوزارية، وأخيراً عدم إدراج مقولة شعب وجيش ومقاومة في البيان الوزاري». هيل التقى سلام وعون الى ذلك، عرض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة أمس مع السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل، الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، أضافة الى الملف الحكومي. وكان هيل، التقى العماد عون، في الرابية. وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.