رغم المصالحة التي تمت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وشريكه الثاني في الحكومة زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، إلا أن مراقبين يرون أن الأزمة الحكومية المقبلة «مسألة وقت»، متوقعين أن تكون الأزمة بين الرجلين هي بداية خلافات قد تتسع رقعتها داخل مركّبات الائتلاف، سواء بين الأوساط اليمينية فيه، أو بين نتانياهو وشريكه الأبرز زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي يئير لبيد الذي كرر تحذيره من أن فشل المفاوضات مع الفلسطينيين سيكلف إسرائيل خسائر اقتصادية بالغة قد تصل إلى 6 بليون دولار. وكان بينيت اضطر إلى تقديم اعتذار لنتانياهو على تصريحاته بأن رئيس الحكومة «يثبت أنه فقد بوصلته الأخلاقية» بقوله إنه بعد توقيع اتفاق السلام مع الفلسطينيين يجب السماح للمستوطنين الذين لا يريدون المغادرة بالبقاء في منازلهم تحت السيطرة الفلسطينية. وجاء الاعتذار تحت وطأة التهديد بأن يقوم نتانياهو بإقالته إن لم يعتذر. وأكدت أوساط بينيت أن الأخير لم يعتذر، إنما أعرب عن أسفه «إذا ما مست أقواله رئيس الحكومة»، لتضيف أنه بغض النظر إذا ما كان بينيت قدم اعتذاراً أو إعراباً عن الأسف، فإن تصريحاته «دفنت فكرة إبقاء أي مستوطن تحت السيادة الفلسطينية». في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية، الرجل الثاني في «ليكود بيتنا» الحاكم أفيغدور ليبرمان أمس، أن إسرائيل «لن تبقي مستوطناً واحداً تحت السيادة الفلسطينية»، مضيفاً أن رئيس الحكومة لم يقصد في أقواله إبقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية. وربط ليبرمان أثناء جولة له في مستوطنات الجولان السوري المحتل، بين المفاوضات مع الفلسطينيين ومصير الجولان، وقال إن إسرائيل ستطالب في إطار أي اتفاق مع الفلسطينيين «وكرزمة واحدة» بموافقة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولاياتالمتحدة، على إبقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، وأن تكون جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل». من جانبه، حذر وزير المال يئير لبيد من إبعاد فشل المفاوضات مع الفلسطينيين على الاقتصاد الإسرائيلي «على نحو يمس مباشرة بجيب كل مواطن، إذ ستعيش إسرائيل تحت المقاطعة الأوروبية ويرتفع غلاء المعيشة ويتم تقليص الخدمات التعليمية والصحية والأمنية للمواطنين». واتهم زعيم المعارضة إسحق هرتسوغ اليمين الإسرائيلي بقيادة الدولة العبرية إلى مصير ترفضه غالبية الإسرائيليين، هو «إقامة دولة ثنائية القومية». وأضاف في كلمة أمام مركز البحوث القومي إن اليمين المتمثل ببينيت ووزير الدفاع موشيه يعالون وأمثالهما «لا يملك أي رؤية أو فكرة عن أين ستكون إسرائيل بعد عشر سنوات، وهو لا يقترح شيئاً سوى التحريض». وتابع أن اليمين المتشدد الذي يعمل على عرقلة جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيجعل من إسرائيل دولة ثنائية القومية، «وهي أشد خطراً على إسرائيل من استمرار السيطرة على المناطق (المحتلة)، وإذا لم ننفصل عنهم سيكون أكثر من مليوني فلسطيني مواطنين في إسرائيل». ووصف بينيت وأترابه ب «آباء الدولة الثنائية القومية التي ستُسجَّل في الطابو باسمهم». وقال موجهاً كلامه اليهم: «أنتم تشكلون التهديد الحقيقي لألفي عام من التوْق لدولة يهودية... ترفضون الواقع المتبلور أمامنا، وتكذبون على الجمهور». وأضاف أن غالبية الإسرائيليين تدعم عملية السلام، مناشداً نتانياهو أن يتحلى بالشجاعة ويبدي الجدية اللازمة لإنجاح المفاوضات، وسيجد فينا شبكة أمان لحكومته». في غضون ذلك، هدم جيش الاحتلال منازل 13 عائلة فلسطينية وعشرات المنشآت الأخرى شمال غور الأردن وعشرات المنشآت الأخرى في المنطقة بداعي البناء غير المرخص.