لا يكفي مرافقي المرضى في المستشفيات ما يعيشونه من وضع «نفسي» حرج غالباً بسبب ما يمرون به من ظروف استثنائية، أدواتها القلق والخوف والحزن، ليعيشوا أيضاً ظروفاً بائسة ومنهكة من ناحية عدم وجود «المكان» المناسب لإقامتهم مع ذويهم. تطرح هذه الظروف التي يعانيها المرافق في معظم مستشفيات وزارة الصحة سؤالاً عن سبب «عدم الاكتراث» بالمرافق في هذه المرحلة الموقتة والعصيبة التي يعيشها. ويبدو أن الإجابة من شقين، أولهما يتعلق بمنظار وزارة الصحة التي لا تعتبر أن المريض بحاجة إلى مرافق أصلاً! بحسب مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود. أما الشق الثاني من الجواب، فكشفه مسؤول سابق في وزارة الصحة، عندما أكد عدم توافر موازنة لمرافقي المرضى، إذ تحسب الموازنة في مستشفيات وزارة الصحة ب«البركة» على حد قوله، أو وفقاً لاجتهادات شخصية. في الوقت ذاته، لا يستسلم «مرافقون» للظروف البائسة التي وضعوا فيها، فمنهم من يبحث عن تسلية ما، كأولئك الذين جلبوا «بلايستيشن» لتقضية أوقاتهم، وآخرون اجتمعوا في ركن ما للعب «البلوت» للسبب نفسه. وهناك في القسم النسائي قصص أخرى، تختلط فيها دموع الفرحة بدموع الفراق والكلم، يختلط فيها التآخي بالوداع وسط جو من الإيثار حتى تنجلي الكربة.