اعلن وزير الطاقة الأوكراني ادوارد ستافيتسكي أمس، ان حوالى مئة محتج مناهض للحكومة حاولوا السيطرة على مبنى للوزارة وسط العاصمة كييف. وأوضح ان المحتجين تزودوا أسلحة، «لكنني ذهبت اليهم، وقلت إنه إذا لم تغادروا المبنى بسلام فإن نظام الطاقة الأوكراني بكامله يمكن أن ينهار. وحصل ذلك لكنهم استمروا في سد المدخل الخارجي للمبنى». وزاد: «ما يحدث هو تهديد مباشر لنظام الطاقة الأوكراني كله». جاء ذلك غداة ليلة من الاشتباكات المتقطعة بين المتظاهرين والشرطة الأوكرانية في كييف، اندلعت رغم اعلان تهدئة منذ الخميس، وعرض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تقديم تنازلات. ولا يزال مئات من المتظاهرين في مواقعهم وسط كييف منذ بدء الأزمة قبل أكثر من شهرين، فيما تنتشر قوات الأمن في الجهة المقابلة لخطوط المتظاهرين. وتبادلت المعارضة والسلطات الاتهامات بتأجيج مزيد من أعمال العنف. وأعلنت وزارة الداخلية العثور على جثة شرطي جنوب كييف، متهمة أمن معسكر اعتصام المعارضة بمهاجمة الشرطيين قرب مركز التظاهرات في ساحة الاستقلال، والتسبب ايضاً في جرح رجلَي أمن بطعنات سكين، وأسر اثنين آخرين. ونفت المعارضة أي مسؤولية عن مقتل الشرطي أو شن هجمات، وطالبت الشرطة ب «عدم تأجيج الوضع عبر نشر أخبار كاذبة وخطرة». وأورد بيان نشره موقع حزب «باتكيفشينا» (ارض الآباء): «ينفي مقر المقاومة ذلك جملة وتفصيلاً، ويعتبره استفزازاً مقصوداً لإثارة غضب الشرطة ضد المتظاهرين». ونددت المعارضة بقرار المحكمة سجن أكثر من 12 ناشطاً شهرين بعد الاشتباكات الدامية التي حصدت 6 قتلى منذ الأحد، توفي آخرهم أمس بتأثير جروح بالغة أصيب بها في مواجهات مع شرطة الشغب، وتطلبت اخضاعه لعمليات جراحية عدة. وأوضح حزب «زفوبودا» (الحرية) القومي ان القتيل يدعى رومان سينيك (45 سنة) أصيب بطلقات في الصدر الأربعاء. وقال أحد قادة المعارضة بطل العالم للملاكمة فيتالي كليتشكو، بعدما توجه الى محكمة اوبلون ليل أول من أمس: «نكثت السلطات بوعدها العفو عن متظاهرين، فيما كل شهادات القضية وقرارات المحكمة منسوخة عن بعضها بعضاً، وهي تافهة»، علماً ان أحد المدانين رجل في ال 72 من العمر أتهم بمهاجمة شرطي في وحدة مكافحة الشغب. في المقابل، قال يانوكوفيتش في خطوة تصالحية بعد المطالبات بتنحيته إن «جلسة البرلمان الاستثنائية الثلثاء المقبل ستتخذ قراراً في شأن اجراء تعديل حكومي، وستناقش تعديلات لقوانين قمع التظاهرات» التي أقرت الأسبوع الماضي، وأججت حركة الاحتجاج. لكنه استدرك في تحذير واضح لمتظاهري المعارضة: «اذا انتهت الأمور بخير فكل شيء بخير، وإلا سنستخدم الطرق القانونية». ودان قادة العالم أعمال العنف، وحضوا يانوكوفيتش على اجراء محادثات، لكن من دون ان يؤثر ذلك في الأزمة. وأول من أمس، أجرى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي محادثات مع يانوكوفيتش في كييف، فيما تزور وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون كييف الأسبوع المقبل. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق مع حلفائها الأوروبيين سعياً الى انهاء العنف، فيما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف: «طالما قلنا ان الحل السلمي للأزمة هو مفتاح تلبية تطلعات الشعب الأوكراني». وأضافت: «تشجعنا بالتقارير عن لقاء الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش 3 من قادة المعارضة الرئيسين»، مؤكدة دعم الولاياتالمتحدة الكامل لإجراء محادثات مفيدة، والإفادة منها للتحرك بسرعة لاتخاذ خطوات أولى نحو المصالحة الوطنية. وأقرّت هارف بأن الوضع صعب، لكنها رأت ان الحكومة الأوكرانية تملك فرصة لاتخاذ خطوات إيجابية، ومواصلة النقاشات مع المعارضة. كما كررت دعوة كل المتظاهرين والقوات الحكومية للامتناع عن العنف، وتدمير الممتلكات. وفي تصريحات تلفزيونية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية إلى عدم تشجيع المقاتلين الذين ينشطون في أوكرانيا، وقال: «من المهم جداً ألا تصدر من الخارج تصريحات تفسرها المعارضة، خصوصاً المقاتلين المنتشرين في كل مكان هناك، على أنها تشجيع لتصرفاتهم، وأن ما يقومون به يحظى بدعم من المجتمع الأوروبي». وأشار إلى أنه لفت انتباه نظيره الأميركي كيري الى «ضرورة عدم التدخل في وضع أوكرانيا، والامتناع عن أي تصريحات قد تؤجج الحالة، وآمل بأنه أصغى إلي». وأشار الوزير الروسي إلى أنه تطرق الى حوادث أوكرانيا أيضاً في حديث مع المفوضة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ووزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو، على هامش مؤتمر «جنيف 2». وقال: «تكوّن لدي شعور بأن السياسيين الغربيين باتوا يدركون خطر مغازلة المعارضة، ويميلون الى تهدئة الوضع في أوكرانيا».