ابتهج المحتجون المعارضون للحكومة الأوكرانية بعدما تراجعت شرطة مكافحة الشغب من الميدان الرئيسي في كييف ومقر إدارة المدينة، التي تم احتلالها على مدار حوالي ثلاثة أسابيع. في وقت صعدت الحكومة الأمريكية الضغط على القادة الأوكرانيين قائلة: إن العقوبات خيار مطروح في حال استمر العنف ضد المحتجين. وهناك مخاوف واسعة النطاق من أن تشن الشرطة هجوما بعدما أزالت حواجز من ميدان الاستقلال بالقوة. ورش المتظاهرون داخل مبنى إدارة المدينة الشرطة بالمياه، بينما تنخفض درجة الحرارة إلى درجات التجمد، كما رش المحتجون السلالم خارج المبنى بالمياه مما أدى إلى تكوين طبقة من الثلوج. وتراجعت شرطة مكافحة الشغب أيضا من مقر نقابات العمال، والتي هي بمثابة مركز قيادة المحتجين، ومن الميدان، مما دفع المبتهجين لأن يصرخوا «عودوا إلى المنازل» وأعادوا بناء المتاريس بسرعة. وأصيب 10 متظاهرين على الأقل خلال اشتباكات الثلاثاء وفقا لشهود عيان، وقالت الشرطة إن 10 من أفراد الشرطة أصيبوا. وقال فيتالي كليتشكو، بطل الملاكمة العالمى السابق الذى أصبح زعيما معارضا، للصحفيين إن عددا كبيرا من المحتجين أصيب كما جرى اعتقال 30 شخصا. وأمضى كليتشكو وعدد من زعماء المعارضة الليل في الميدان، وتعهدوا بمواصلة التظاهر حتى يتنحى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ويدعو لإجراء انتخابات جديدة. تصعيد أمريكي وفي واشنطن، صعدت الحكومة الأمريكية الضغط على القادة الأوكرانيين قائلة: إن العقوبات خيار مطروح، وذكرت أنها تبحث ردا مع القادة الأوروبيين وصندوق النقد الدولي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي: «كل الخيارات السياسية، بما فيها العقوبات، مطروحة على الطاولة ... لكن الأمر ما زال يخضع للتقييم». في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن أوكرانيا أكدت للولايات المتحدة الأربعاء أن سياستها تمنع استخدام القوة المسلحة في مواجهة المتظاهرين، جاء ذلك بعد أن عبرت واشنطن عن القلق لنشر حكومة كييف شرطة مكافحة الشغب؛ لإخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال كارل ووج المتحدث باسم البنتاجون: إن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل دعا في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني إلى التحلي بضبط النفس، وحذر من «الأضرار المحتملة لأي تورط للجيش في تفريق المظاهرات». وقال وزير الدفاع الأوكراني بافلو ليبيدييف انه سينقل الرسالة بشكل مباشر الى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وقال ووج: «أكد الوزير ليبيدييف أن موقف الرئيس يانوكوفيتش هو عدم استخدام القوات المسلحة ضد المحتجين». وفي سياق متصل، يبحث أعضاء في الكونجرس تشريعا لمنع اصدار تأشيرات دخول لمسؤولين أوكرانيين، أو تجميد أصولهم في الولاياتالمتحدة اذا تصاعد العنف ضد المتظاهرين. وأدان أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في الكونجرس، الاساليب العنيفة التي استخدمت خلال اسابيع من الاحتجاجات، شارك فيها مئات الالاف ضد قرار الرئيس الاوكراني. وقال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي رئيس اللجنة الفرعية لشؤون اوروبا في مجلس الشيوخ: «سنراقب تصرفات يانوكوفيتش عن كثب». وأضاف : «سلوكه خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية غير مقبول، واذا استمر في استخدام الجرافات والهراوات لتفريق مظاهرات سلمية فيمكن ان تكون هناك عواقب حقيقية من الكونجرس». وقال مساعدون في مجلسي الشيوخ والنواب انه جرت مناقشات على مستوى الموظفين، حول امكانية رد الكونجرس على الاضطرابات في أوكرانيا بفرض عقوبات من خلال قيود او اصدار تشريع على غرار قانون ماجنيتسكي. وأجاز الكونجرس هذا القانون العام الماضي ردا على موت المحامي سيرجي ماجنيتسكي في سجن روسي عام 2009، ويمنع القانون مسؤولين روسا يشتبه بتورطهم في انتهاكات حقوق الانسان من دخول الولاياتالمتحدة، ويجمد أصولهم في البلاد وهو ما أغضب موسكو. وحرصا من واشنطن على الحد من نفوذ روسيا وحماية حقوق الانسان، انتقدت الولاياتالمتحدة الحكومة الاوكرانية وعبر وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن «اشمئزازه» من الحملة التي شنتها الشرطة على ميدان الاستقلال في كييف. الاتفاقية مع أوروبا وأثار قرار يانوكوفيتش الذى اتخذه في نوفمبر الماضي بشأن تعليق توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبى أزمة سياسية واحتجاجات في كييف بدأت منذ ثلاثة أسابيع، وتطالب المعارضة بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة المحتجزة يوليا تيموشينكو. ومازال يوجد آلاف المؤيدين لتوقيع الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في ميدان الاستقلال. وحذرت وزارة الداخلية المتظاهرين من مقاومة رجال الشرطة، مشيرة إلى ان هناك أمرا قضائيا صدر بإخلاء المناطق الرئيسية في المدينة. ووعد وزير الداخلية الأوكراني، فيتالي زاخارتشينكو بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، وقال للصحفيين خلال اجتماع إنه لن تتم مهاجمة الميدان. اشتون في الميدان وقد أجرت منسقة السياسة الخارجية الاووربية كاثرين آشتون مباحثات مع يانوكوفيتش الثلاثاء، كما رحب بها المتظاهرون عند زيارتها لميدان الاستقلال، وجرى عقد جولة محادثات مستديرة لإيجاد حل سياسي بدون مشاركة زعماء المعارضة. وتزور أشتون حاليا كييف والتقت يانوكوفيتش يومي الثلاثاء والأربعاء في محاولة لتشجيع بدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة، وزارت آشتون الميدان وقوبلت بترحيب حار من المحتجين. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أوليفييه بايل: إن آشتون تشعر بخيبة أمل بشكل كبير إزاء استخدام الشرطة القوة. وقالت آشتون إن يانوكوفيتش أكد لها أنه مستعد للحوار، وأنه يريد أن يوقع اتفاقية انتساب مع الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي ازاروف الأربعاء إن كييف ستوقع الاتفاقية إذا منح الاتحاد الأوروبي بلاده مساعدة بقيمة 20 مليار يورو، وذكر أمام مجلس الوزراء : «نريد أن نهيئ الظروف التي تقلص الخسائر بالنسبة للشركات الأوكرانية». ولكن المسؤولين الأوروبيين ردوا باقتضاب على مطالب أزاروف، وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أوليفييه بايل للصحفيين في بروكسل:«مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يكون عرضة لدعوة لمزايدة، حيث يحصل أعلى مقدم للمزاد على الجائزة». وأمس زار نائب رئيس الوزراء الأوكراني سيرجي أربوزوف بروكسل لمناقشة قضايا تتعلق بالتوقيع، وتنفيذ اتفاقية الانتساب مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار شتيفان فوله.