انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، «رعونة» دول أوروبية في تعاملها مع الأزمة في أوكرانيا، محذراً من ان الوضع «يخرج عن السيطرة». ونشرت الجريدة الرسمية الأوكرانية «غولوس أوكرايني» قوانين تشدد العقوبات على المتظاهرين المعتصمين منذ شهرين وسط كييف ويحتلون مباني رسمية، لتصل إلى السجن 5 سنوات، ما يؤشر إلى بدء تنفيذها. وأدى اعتماد هذه القوانين إلى تجدد تعبئة المعارضة التي حشدت الأحد الماضي حوالى ربع مليون شخص وسط العاصمة، في تظاهرة تحوّلت مواجهات عنيفة مع أجهزة الأمن. ورفض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش تحوّل التظاهرات «اضطرابات واسعة»، فيما حمّلت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي السلطات الأوكرانية مسؤولية العنف، بسبب اعتماد قوانين «قمعية»، علماً أن مناهضي يانوكوفيتش يحتجون على تراجعه عن إبرام اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، لمصلحة التقارب مع روسيا. وأعرب الاتحاد عن «قلق شديد إزاء الأحداث الأخيرة في أوكرانيا» وحضّ «كل الفاعلين على البحث، عبر حوار من دون شروط، عن تسوية ديموقراطية للأزمة السياسية تستجيب تطلعات الشعب الأوكراني». ودعا كل الفاعلين في الأزمة إلى «التحلي بضبط النفس»، والسلطات إلى «احترام وحماية حق المتظاهرين السلميين في التجمّع والتعبير عن آرائهم، واحترام حرية الصحافة». وعلّق لافروف على العنف في أوكرانيا قائلاً: «أعتبر أن الدعوات إلى الهدوء التي أطلقها قادة المعارضة، مثل فيتالي كليتشكو، تُظهر ان الوضع يخرج عن السيطرة». وتطرق إلى زيارة مسؤولين غربيين بارزين، بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وفيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي، مخيمات المعتصمين في وسط كييف، وقال: «نحبّذ أن يحجم بعض زملائنا الأوروبيين عن التصرف برعونة في شأن الأزمة الأوكرانية». وذكّر ب «نزول أعضاء حكومات أوروبية، من دون تلقيهم دعوة، ولقائهم متظاهرين مناهضين للحكومة، في بلد يقيمون معه علاقات ديبلوماسية». ولفت لافروف إلى ان المتظاهرين الذين يحتلون منذ شهرين ساحة الاستقلال وسط كييف، احتلوا أيضاً مباني حكومية مثل مقرّ البلدية. وتابع: «تصوّروا لو حدث هذا الأمر في أي دولة من الاتحاد الأوروبي، لم يكن ليُسمح بذلك». وزاد: «والآن تُشنّ هجمات على الشرطة وتُضرم حرائق وتُلقى قنابل حارقة. هذا انتهاك لكل المعايير الأوروبية». وأشار إلى ان روسيا تبذل «اقصى جهودها للمساعدة على إرساء الاستقرار» في أوكرانيا.