على أنغام الجماهير التي شدت «هات المفتاح يا جمجوم»، تسلم الرئيس الجديد لنادي الاتحاد إبراهيم البلوي منصبه بعد فوز كاسح في الانتخابات التي جرت مراسمها أمس (الإثنين)، وسط جدل حاد شهدته الجمعية العمومية غير العادية في ليلة ألقت مشكلات عميد الأندية السعودية بظلالها على أحداثه. الأحداث بدت سريعة منذ الصباح الباكر حين قدم رئيس هيئة أعضاء الشرف خالد المرزوقي استقالته من منصبه التي قدمها إلى مكتب رعاية الشباب في جدة، مبرراً ذلك بالحملة الإعلامية الهائلة على رئاسة أعضاء الشرف، مضيفاً في خطاب الاستقالة: «والضغوط الكبيرة التي تمارس عليها، ونظراً إلى الظروف المحيطة بي والتي لا تساعدني في أداء مهام التكليف». الأمور سارت في شكل متسارع بعد أن بدأ التصويت في ال12 ظهراً ليتوافد الأعضاء واحداً تلو الآخر حتى اكتمل النصاب وتواصل التصويت إلى حين انعقاد الجمعية العمومية. جو القاعة بدا متوتراً، والأعصاب مشدودة وأخذ إبراهيم البلوي مكانه في الصف الأول، وعلى الخط ذاته وجد ماهر بندقجي ومدحت قاروب، فيما بقي أحمد كعكي في الصفوف الخلفية، بينما شهدت المنصة حضور أعضاء الإدارة المكلفة وعلى رأسها عادل جمجوم الذي تنبه إلى وجود كعكي في الصفوف الأخيرة ليطلب من المنظمين تقديمه إلى الصفوف الأولى قبل أن يتم إحضار كرسي له ليبقى إلى جوار منافسيه. كان الجميع ينتظر أن يبدأ الفرز وإعلان الأسماء، وكان المفترض أن تسير عملية استعراض التقرير الإداري والمالي في شكل سريع وتقليدي من دون أي إشكالات، إلا أن عضوي الشرف أحمد فتيحي ومنير رفه وآخرون داخلوا واضعين علامات استفهام على عدم وجود تقرير مالي قبل أن تصل الأمور إلى ذروتها، حين قال فتيحي: «امشِ عدل يحتار عدوك فيك»، في حين استغرب رفه توزيع القوائم المالية وقت انعقاد الجمعية، ما يعطي صعوبة في نقدها والكشف عن خباياها، لم تقف المطالبات عند هذا الحد، بل طالب البلوي قبل فرز الأصوات بحقيقة الديون كاملة من دون غموض. حاول جمجوم توضيح موقفه، وبدأ صوته يعلو يميناً ويساراً، وحاول الرد على فتيحي بالقول: «يا عم أحمد... يا عم أحمد»، إلا أن العم أحمد واصل انتقاداته وتساؤلاته ليغضب جمجوم ويتساءل: أين الدعم الذي قدمته لنا؟ ليرد فتيحي: إدارة متخبطة وليس هناك عاقل سيعطيكم أموالاً لتبعثروها، ليقول الرئيس المكلف حينها: أين الفلوس حتى نبعثرها؟ قضية لاعب النادي أنس الشربيني كانت جزءاً من المشكلة، وهو ما حدا بعضو المكتب التنفيذي رأفت التركي وعادل جمجوم إلى توضيح الموقف بالقول إن منصور البلوي قام بتحويل المبلغ المطلوب للنادي الكرواتي، وأن هناك أموراً إجرائية لم تنته بعد حتى يتم إسقاط الشكوى القائمة على نادي الاتحاد رسمياً، فيما شكر جمجوم عضو الشرف منصور البلوي على دعمه مكرراً شكره له ثلاث مرات. أفرزت المطالبات الشرفية حالاً من التشنج والعصبية لدى الرئيس المكلف عادل جمجوم، والأمين العام للنادي أيمن الطويل، وأمين الصندوق إيهاب أبوشوشة، لتشهد الجمعية سجالات بين اتهامات شرفية من جهة وردود من جهة أخرى. وطلب الإعلامي محمد البكيري (المايك)، فرفض كل من جستنية والجمجوم، لتعلو الأصوات قبل أن يصرخ فوزي بنان (عضو عامل) واصفاً الإعلام الرياضي بالمأجور، ما رفضه الإعلاميون، لتثور حال من الفوضى، أسهمت في بروزها العاصفة التصفيقية التي تطلق كل مرة مع الأصوات المتعالية، وهنا طلب جمجوم إخراج البكيري لكونه ليس عضو جمعية عمومية، قائلاً عبر المايك: «يا عسكري... برا.. هذا ليس عضو جمعية عمومية... كيف دخل»؟! تسارعت الأمور، واتخذ المنظمون قراراً بإقصاء ممثلي وسائل الإعلام، ليتم فرز الأصوات بعيداً من الحضور الإعلامي. وأسفر فرز الأصوات التي أدلى بها 257 عضو شرف وعامل فوز البلوي ب168 صوتاً، وحل أحمد كعكي ثانياً ب61 صوتاً، وجاء مدحت قاروب ثالثاً ب61 صوتاً، وأخيراً ماهر بندقجي بصوت واحد.