ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات الثنائية والوضع في جنوب شرقي أوكرانيا مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، خلال محادثة هاتفية أجريت ليل الأربعاء بمبادرة من الأخير. جاء ذلك بعد رفض السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين طلب «برلمان جمهورية دونيتسك» الانفصالية شرق أوكرانيا والموالي لموسكو نشر قوات دولية، خصوصاً روسية، في المنطقة. وقال تشوركين: «اعتقد بأن فرص حصول ذلك ضئيلة جداً»، فيما لمّح ديبلوماسي أوروبي عضو في مجلس الأمن إلى أن «فكرة تنفيذ عملية لحفظ السلام في شرق أوكرانيا تثير القليل من الحماسة داخل المجلس». وكانت السلطات الانفصالية في دونيتسك طالب في بيان أصدره الثلثاء الماضي ب «عقد مجلس الأمن اجتماعاً استثنائياً لدرس إرسال قوة لحفظ السلام بمشاركة ممثلين روس، من أجل وقف الكارثة الإنسانية والإبادة الاجتماعية اللتين بدأتا نتيجة أعمال الحكومة الأوكرانية» التي أمرت في منتصف الشهر الجاري بإقفال مراكز الخدمات العامة، مثل المدارس والمستشفيات وأقسام الإسعاف في مناطق الانفصاليين. في بروكسيل، أضاف الاتحاد الأوروبي 5 جماعات انفصالية و13 انفصالياً إلى لائحة العقوبات لدورهم في انتخابات أجريت مطلع الشهر في شرق أوكرانيا، و»قوضت تطبيق اتفاق مينسك لوقف النار بين الانفصاليين والقوات الحكومية». وستنشر أسماء المشمولين بالعقوبات غداً، علماً أن الاتحاد كان فرض عقوبات على 23 كياناً و119 فرداً بينها تجميد أرصدة وحظر سفر. وبين هؤلاء حلفاء مقربون من الرئيس بوتين. ترافق ذلك مع إعلان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هدف العقوبات على روسيا ليس إنهاك اقتصادها. في كييف، صوّت البرلمان الجديد بغالبية 341 من 390 نائباً على احتفاظ رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك بمنصبه، وترؤسه حكومة ائتلاف جديدة. وأقرّ ياتسينيوك، الذي يتولى منصبه منذ إطاحة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير)، بأن الحكومة الجديدة تواجه مهمة صعبة لإنقاذ أوكرانيا من حافة الانهيار، في ظل خوضها حرباً، ومعاناة شعبها من مشاكل». وسيرأس ياتسينيوك حكومة ائتلاف من خمسة أحزاب، يهيمن عليها حزب «جبهة الشعب» الذي يتزعمه، وكتلة الرئيس بوروشينكو. ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني مقتل مدنيين في معارك الشرق، فيما أفادت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بأن دورية تضم ثلاثة من مراقبيها تعرضت لإطلاق نار من قاذف «آر بي جي» ورشاش مضاد للطائرات، خلال مواكبة الجيش الأوكراني لها في منطقة النزاع. وأوضحت أن القذيفة وقعت على مسافة 150 متراً من سيارة المراقبين بين نقطتي مراقبة قرب مدينة شومي.