اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال اتصال هاتفي أمس السبت، على أن وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا صامد بوجه عام لكنهما قالا إنه يتعين اتخاذ المزيد من الخطوات كي يكون أكثر صمودا. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا حيز التنفيذ مساء الجمعة في إطار خطة سلام أوسع نطاقا بهدف إنهاء القتال المستمر في شرق أوكرانيا منذ خمسة أشهر أسفر عن 2600 قتيل وتسبب بلجوء ونزوح نصف مليون آخرين. وقال مكتب بوروشينكو في بيان «أكدا (الزعيمان) أيضا على الحاجة إلى المشاركة القصوى لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مراقبة الموقف.. والتعاون في تقديم مساعدات إنسانية أوكرانية ودولية». وقد يصمد إلى حد كبير هذا الاتفاق لكن سكانا ومقاتلين قالوا إنه سيكون على الأرجح فترة هدنة قصيرة قبل استئناف القتال، وفي إشارة إلى هشاشة الهدنة التي وافق عليها أمس مبعوثون من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أفاد بعض السكان في دونيتسك الواقعة تحت سيطرة المتمردين بوقوع قصف متفرق لمشارف المدينة أثناء الليل. في غضون ذلك اتهمت كييف الانفصاليين الموالين لروسيا أمس السبت بإطلاق النار على مواقع للجيش الأوكراني وذلك غداة دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعيد اتهامات مماثلة وجهها مسؤولون من الانفصاليين. وصرح المتحدث باسم الجيش اندري ليسينكو في لقاء صحافي «لقد حصل 28 إطلاقا للنار الجمعة على مواقع للقوات الأوكرانية، عشرة منها بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ». وقبيل ذلك اتهم مسؤولون انفصاليون في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس القوات الحكومية الأوكرانية بانتهاك وقف إطلاق النار وذلك بعد بضع ساعات من إعلانه. وقال فلاديمير ماكوفيتش العضو في برلمان دونيتسك الانفصالي أطلقت قذائف عدة عند أطراف دونيتسك وكذلك على قافلة أسلحة ثقيلة كانت آتية من زابوريجيا «المنطقة المجاورة لدونيتسك». وأضاف ماكوفيتش «ربما يكون ذلك استفزازا أو اختبارا لأعصابنا، سنبذل ما في وسعنا لاحترام وقف إطلاق النار ولكن إذا حصلت استفزازات من جانبهم فسنرد عليهم فورا». بدوره، أكد رئيس الوزراء في «جمهورية دونيتسك» الانفصالية الكسندر زخارتشنكو أن القوات الأوكرانية أطلقت نيرانها مرتين على بلدة امفروسيفكا التي تبعد حوالي ثمانين كلم من دونيتسك. وقال كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية العامة «من السابق لأوانه الحديث عن وقف تام لإطلاق النار». وبعد توقيع الاتفاق، طالب الانفصاليون بمنحهم الاستقلال، وقال رئيس البرلمان في «جمهورية دونيتسك» بوريس ليتفينوف «من الأساسي بعد هذه المفاوضات الاعتراف بجمهورية مستقلة داخل جمهورية دونيتسك الانفصالية أو داخل روسيا الجديدة»، وأكد أن «هناك شرطين فقط» من شروط كييف «نوافق عليهما: وقف إطلاق النار وتبادل السجناء».