غداة بدء تطبيق الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة ضد موسكو بسبب دورها في أزمة اوكرانيا، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة بالسعي الى «قطع العلاقات الاقتصادية» بين بلاده والاتحاد الأوروبي. وقال: «تريد الولاياتالمتحدة استغلال الوضع الحالي لقطع العلاقات الاقتصادية بيننا وبين اوروبا، خصوصاً كي تفرض على الاتحاد الأوروبي شحناتها من الغاز، علماً ان سعره اعلى بكثير من سعر الغاز الروسي». وزاد: «تأمل واشنطن بتأمين الظروف الأكثر ملاءمة في اطار المفاوضات حول اقامة شراكة تجارية واستثمارية على ضفتي الأطلسي». كما اتهم الاتحاد الأوروبي بأنه «مستعد للتضحية باقتصاده من اجل السياسة»، مشدداً على ان بروكسيل كانت قررت إعداد سلسلة جديدة من العقوبات ضد روسيا في 5 الشهر الجاري، يوم توقيع سلطات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو اتفاقاً لوقف النار شرق اوكرانيا «بفضل مبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». لكنه اضاف: «اثق بأن هذا الوضع سيتغير، لأن اصواتاً عقلانية ارتفعت داخل الاتحاد الأوروبي الذي نهتم بتعزيز شراكتنا الاستراتيجية معه وتطويرها». في المقابل، اشاد رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك بحزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد والولاياتالمتحدة على موسكو، واتهم الرئيس الروسي بوتين بالسعي الى «ازالة اوكرانيا كدولة مستقلة»، وقال على هامش مؤتمر يالطا السنوي للاستراتيجيات الأوروبية في كييف والذي حضره مشرّعون أوروبيون وأوكرانيون ورجال أعمال: «هدف بوتين هو الاستيلاء على اوكرانيا بكاملها لإزالتها كدولة مستقلة، فهو لا يستطيع قبول حقيقة أن بلدنا سيصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، ويريد استعادة الاتحاد السوفياتي». ووصف ياتسينيوك اتفاق الهدنة في شرق اوكرانيا بأنه «خطوة اولى لوقف مجزرة». وأيد صيغة المحادثات الرباعية الى جانب روسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، لأننا لسنا اقوياء بدرجة كافية لإجراء مفاوضات ثنائية مع روسيا»، داعياً المسؤولين الأوروبيين والأميركيين الى ضمان استقلال بلاده وسيادتها. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو استبعد حلاً عسكرياً لأزمة بلاده، وأمل باستمرار صمود «وقف النار الهش جداً في الشرق، ما يسمح لنا بالتركيز على إعادة بناء اقتصادنا المدمر»، علماً ان الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو كان كشف، مستشهداً ببيانات الحكومة، ان كلفة الصراع في الشرق ناهزت البليون دولار، مع تشريد حوالى 270 ألف شخص. وأعلن بوروشينكو ان حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا تؤكد التضامن الغربي مع كييف، وتمهد الطريق لإقرار البرلمانين الأوكراني والأوروبي اتفاق ترسيخ علاقات اقتصادية وسياسية أكثر متانة الثلثاء المقبل. ميدانياً، اعلن الجيش الأوكراني ان قواته صدّت هجوماً شنه الانفصاليون الموالون لروسيا على مطار مدينة دونيتسك (شرق) ليل الجمعة، وأفاد في اليوم الثامن من تطبيق الهدنة الموقعة بين كييف والانفصاليين: «هاجم عدد كبير من الانفصاليين بدعم من ست دبابات مطار دونيتسك فصدّهم جنودنا ببسالة، ثم قصفوا بالمدفعية مواقع قواتنا في المطار». وتحدث سكان عن سماعهم دوي قصف عنيف لفترة قصيرة في منطقة المطار، حيث لا تزال مواقع الانفصاليين على حالها. لكن ذلك لم يمنع تبادل القوات الأوكرانية والانفصاليين 37 أسير حرب في موقع شمال مدينة دونيتسك. كما سيتبادل الجانبان أسرى آخرين اليوم. الى ذلك، وصلت عشرات الشاحنات ضمن قافلة ثانية من المساعدات الانسانية الروسية الى مدينة لوغانسك (شرق)، بعد قافلة أولى أرسلت نهاية آب (اغسطس) الماضي، ونددت كييف بعبورها الحدود بلا إذن. وقال الناطق باسم الجمارك الروسية رايان فاروكشين: «فتش ضباط الجمارك وحرس الحدود الشاحنات التي تنقل ألفي طن من الحبوب والخبز والسكر والأدوية ووقود الديزل ومولدات الكهرباء والبطانيات».