بعد تعطل عجلة الديبلوماسية في أديس أبابا، استمر القتال على أشده في جنوب السودان أمس، إذ استعاد القوات الحكومية السيطرة على مدينة بانتيو النفطية عاصمة ولاية الوحدة شمال البلاد بعد أن كانت خاضعة لسيطرة المتمردين. وصرح الناطق باسم الرئاسة اتيني ويك اتيني بأن «بنتيو باتت اليوم تحت سيطرتنا». ولم ترد أي معلومات من مصادر المتمردين، إلا أن إذاعة «تمازج» المستقلة أفادت بأن المدينة عادت إلى سيطرة الجيش في منتصف نهار أمس، بعدما أخلى المتمردون مواقعهم فيها مقابل الهجوم الحكومي الكبير. وأضافت الإذاعة نقلاً عن شهود أن معارك اندلعت في صفوف المتمردين أنفسهم قبل استعادة الجيش السيطرة على بانتيو، مشيرةً إلى أن عدداً من مقاتلي المتمردين قُتلوا بنيران القوات الحكومية خلال محاولتهم اللجوء إلى قاعدة للأمم المتحدة. في غضون ذلك، أكدت المنظمة الدولية أنها تعامل الجميع في جنوب السودان على قدم المساواة، شاجبةً الانتهاكات في هذا البلد أياً كان مرتكبوها. وذكر وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسوس، أن أولويات الأممالمتحدة في جنوب السودان هي التركيز على حماية المدنيين وحقوق الإنسان ومساعدة العاملين في المجال الإنساني للوصول إلى السكان المحتاجين. وسُئل لادسوس عقب مشاورات لمجلس الأمن حول السودان وجنوب السودان، حول ما إذا كانت البعثة الدولية تتعاون مع «الجيش الشعبي لتحرير السودان»، فأجاب: «من الواضح أننا في الوضع الحالي، نعامل جميع الأطراف على قدم المساواة». وأضاف: «نشجب الانتهاكات أياً كان مرتكبوها ولا نتعاون مع أي طرف». يذكر أن الوضع في مقر البعثة الدولية في بور وجونقلي، حيث يلجأ أكثر من 9000 مدني، لا يزال متوتراً. وأعلنت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري أموس، عن تخصيص 15 مليون دولار لتوفير مساعدات عاجلة للنازحين في جنوب السودان. كما قال الناطق باسم الأمين العام، فرحان حق إن «وكالات الأممالمتحدة ستستخدم الأموال لتحسين الظروف المعيشية لعشرات الآلاف من الناس في مخيمات مكتظة». وأوضح حق أن «الأموال ستذهب أيضاً إلى الدعم الجوي لعمليات الإجلاء الطبي وتمكين موظفي الإغاثة من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين في الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها أو غير الآمنة عن طريق البر». وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 230 ألف شخص نزحوا جراء اندلاع موجة الأعمال العدائية الأخيرة، بما في ذلك نحو 60 ألفاً لجأوا إلى قواعد بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (أونميس). كما فر حوالى 40 ألف شخص إلى البلدان المجاورة، بما فيها إثيوبيا وكينيا وأوغندا. وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون أميركيون أول من أمس، أن جنوب السودان قد تخسر معونات أميركية بمئات الملايين من الدولارات إذا عجز زعماء الحكومة والمتمردين فيها عن إنهاء موجة عنف في هذه الدولة الناشئة التي قامت بتأييد قوي من واشنطن. وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية قيمتها 50 مليون دولار لشعب الجنوب. وقالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد في جلسة لجنة العلاقات الدولية في شأن الأزمة في جنوب السودان: «أعتقد أنه في مرحلة ما، إذا استمر العنف فإننا سنعطل تلك المساعدات».