رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن جنوب السودان، الذي يشهد معارك طاحنة بين فصائل من الجيش، أصبح على شفير هاوية حرب أهلية، ودعا فوراً إلى وقف جميع أعمال العنف التي تهدف إلى زعزعة الدولة التي تشهد اضطرابات منذ أيام ذهب ضحيتها أكثر من 500 شخص. وقال أوباما في بيان الليلة قبل الماضية: إن المعارك الأخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجدداً في الأيام الحالكة التي عاشها بالماضي. وأجلت الولاياتالمتحدة أمس، حوالي 130 شخصاً من أميركيين وجنسيات أخرى، إضافة إلى 150 شخصاً تم إجلاؤهم الأربعاء الفائت. وقال أوباما أمس إن الولاياتالمتحدة نشرت 45 جنديا في جنوب السودان لحماية السفارة الأمريكية والموظفين الحكوميين الأمريكيين هناك. من جانبه، أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، أن الأممالمتحدة تنظر بجدية في استخدام التفويض الممنوح إلى بعثتها في جنوب السودان "أونميس"، الذي يتضمن حماية المدنيين، وهو ما يعني حق استخدام القوة المسلحة. وأكد أن "تفويض البعثة يتضمن حماية المدنيين، ونحن نتعامل مع ذلك بمنتهى الجدية في الوقت الحالي". وأعرب الياسون، عن قلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إزاء الوضع في جنوب السودان. وقال "إن قاعدة للأمم المتحدة تمت مهاجمتها في جونقلي، ما أدى إلى مقتل 3 جنود، ونحن ندين بأقصى العبارات ذلك الهجوم". وأكد السفير الهندي لدى الأممالمتحدة أسوكي موكيرجي، أن ميليشيات استهدفت القاعدة الأممية، ما أدى إلى سقوط القتلى الثلاثة من الجنسية الهندية. من جهته، طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أمس، الأطراف المتناحرة، بضبط النفس وإنهاء أعمال العنف هناك، وأعرب هيج عن بالغ قلقه من الهجوم على القاعدة التابعة لبعثة الأممالمتحدة، لحفظ السلام وحزنه لمصرع بعض أفراد البعثة. بينما أفادت مصادر، بأن قوات أوغندية انتشرت في عاصمة جنوب السودان. وأغلقت يوغندا حدودها بشكل موقت مع دولة جنوب السودان في وقت أعلنت كينيا أن حدودها لا تزال مفتوحة. كما دعا مجلس السلم والأمن الأفريقي، قادة جنوب السودان وجميع أصحاب المصلحة الآخرين للتصرف بأقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن الأفعال المؤدية إلى تفاقم الوضع المتفجر والبحث عن حلول للمشاكل الراهنة من خلال الحوار والمصالحة. من ناحيته، تعهد رئيس جنوب السودان سلفا كير، بمنع تصاعد العنف في البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية، غير أنه رهن ذلك بتعهد الطرف الآخر بعدم العمل على إسقاط النظام. ونفى المتحدث باسم الرئاسة، اتيني ويك اتيني، أن يكون هناك استهداف على أساس عرقي. وقال متسائلاً "لماذا تستهدف الحكومة مواطنيها"، مشددا على أن الحملة استهدفت فقط المشاركين في المؤامرة لإسقاط النظام. فيما أكد مسؤول في ولاية الوحدة النفطية، أن مواجهات حدثت بالولاية خلفت 16 قتيلاً في حين يسعى أكثر من 200 من قبيلة الدينكا إلى اللجوء إلى مجمع الأممالمتحدة في مدينة بانتيو. وهاجم مسلحون غاضبون حقول النفط وقتلوا أعدادا من أبناء الدينكا الذين يقطنون المنطقة. ورحب المجلس بمبادرة منظمة الإيقاد، بسرعة إرسال وفد وزاري إلى جوبا للمساعدة في خفض التوتر الحالي ومساعدة الأطراف لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة.